أين حكومة عبد الرحمن مصطفى المؤقتة؟ النازحون عند عون الدادات بلا أمان!
في مشهد يعكس الفشل الذريع للحكومة المؤقتة التي يترأسها “عبد الرحمن مصطفى”، في حماية مواطنيها وتأمين أدنى حقوقهم، ترك العائدون من لبنان الهاربون من أهوال الحرب لمصيرهم على معبر “عون الدادات” دون أي دعم أو استقبال رسمي.
وبحسب روايات عدّة فقد سمح هذا الإهمال المتعمد بانتهاكات جسيمة تعرض لها النازحون، حيث أصبحوا هدفاً لعناصر مسلحة استغلت معاناتهم بطريقة مهينة وغير إنسانية.
ووفق الدفاع المدني السوري، بلغ عدد المدنيين السوريين الذين وصلوا من معبر عون الدادات إلى شمال غربي سوريا هرباً من الحرب في لبنان نحو 1700 مدني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
ورغم الظروف الصعبة التي يعانيها النازحون، لم يظهر أي ممثل عن حكومة عبد الرحمن مصطفى على المعبر لتقديم الدعم أو الحماية لهؤلاء الفارين.
وبدلاً من توفير الحماية والرعاية اللازمة للهاربين من الحرب، تركت الحكومة المؤقتة المعبر دون أي حضور رسمي أو أي آلية استقبال، مما جعل النازحين عرضة للإهانة والابتزاز.
أحد العائدين روى لوكالة ثقة تفاصيل مروعة عن تجربته على المعبر، مؤكداً أن عصابة مسلحة موالية لقسد يقودها المدعو “هزاع زكوري” فرضت رسوم مرور وصلت إلى 100 دولار للشخص الواحد، وسط إهانات لفظية وتحكم مطلق بالعابرين.
وأوضح أن النازحين تعرضوا للاحتجاز لفترات طويلة في الساحة الحدودية دون أي خدمات، بينما كانوا ينتظرون التحقق من هوياتهم، مع استغلال كامل لضعفهم وحاجتهم للمرور.
ويجمع من قابلتهم وكالة ثقة أن هذه الانتهاكات تفاقمت نتيجة غياب أي دور فعّال من حكومة عبد الرحمن مصطف، وغياب أي تبرير أو توضيح من الحكومة المؤقتة حول هذا الإهمال، مما عكس حالة من اللامبالاة تجاه الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
دور هزاع الزكوري في الابتزاز والانتهاكات
وتسيطر على معبر “عون الدادات” عصابة يقودها المدعو “هزاع زكوري” بدعم من والده “زكريا الموسى”، إذ تفرض هذه العصابة سيطرتها على المنطقة الفاصلة بين المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمناطق المحررة، حيث تقوم بابتزاز المارين وأخذ أموالهم بحجة السماح لهم بالمرور.
وتصل الرسوم غير القانونية إلى مئات الدولارات للعائلة الواحدة، وسط إهانات متواصلة واحتجاز غير مبرر للعابرين.
من بين أبرز الانتهاكات التي يرتكبها “هزاع الزكوري” هي احتجاز الناس في الساحة لفترات طويلة، وأحياناً لأيام، دون تقديم أي خدمات، فضلاً عن الإهانات اللفظية التي تشمل السب العلني للعابرين وفرض رسوم باهظة على كل من يحاول المرور عبر المعبر.
ويعكس هذا الواقع حالة الانفلات الأمني والانتهاكات التي يعاني منها النازحون السوريون على الحدود، وسط صمت مخجل من الحكومة المؤقتة.
ويضع إهمال حكومة عبد الرحمن مصطفى في استقبال الفارين من حرب لبنان وتركهم عرضة للابتزاز والإهانة على معبر “عون الدادات” الحكومة تحت طائلة الانتقادات، فبدلاً من تأمين الحماية للمواطنين الهاربين من الحرب، تحولت الحكومة إلى متفرج على مأساتهم، بينما يستمر هزاع الزكوري وعصابته في ابتزاز الناس بلا رادع.