النص المفقود من خطاب الساسة الأتراك في القضية السوريةتفاقم أزمة تهريب وتعاطي المخدرات في الشمال السوري.. من المسؤول؟منظمة ((الرواد)) تهدد وكالة ثقةمدير أحد أقسام منظمة الرواد ( الددم ) يصف الشاعر محمد قاسم بالتافه !“منظمة الروّاد” تطرد رمزاً من رموز الثورة السورية بسبب المرض: إليكم قصة الشاعر “محمد محمود قاسم”التعافي الاقتصادي المبكر بين غموض الرهانات السياسية وحمولات التمكين الاقتصاديمخيم الهول: نساء عائدات للحياةمصير الرئيس الإيراني مجهول بعد تعرض مروحيته لحادث.. ما التفاصيل؟هطولات مطرية تضر بالكمون والمحاصيل الصيفية شمالي سورياالعثور على عائلة سورية مقتولة داخل منزلها في تركياوفاة شابين سوريين غرقًا في لبنانرئيس مجلس فرع نقابة المحامين الاحرار بحلب يتوجه إلى بروكسل محملاً بقضايا الثورة السورية”الفصائل المعارضة ” تستولي على دبابة للنظام غربي حلب

الحيوانسان

بقلم: ماجد عبد النور
ربما هو مصطلح جديد يُكتب لأول مرة ويُقرأ بغرابة، ولكنه مصطلح يجب أن يُفرض على قاموس اللغة العربية لأنه أصبح واقعا لامفر منه لتوصيف جسم غريب ظهر بقوة على هذا الكوكب، يتحدث بلسان البشرية ويتصرف بأفعال تغلب عليها الحيوانية، فالإنسان عرفناه والحيوان خبرناه، ولكن أن تجد جسما يمشي على اثنتين بهيئة البشر وبقلب وعقل أشبه بالحيوان فهذا أمر لم يعد غريبا في هذا الزمان . الحيوانسان ليس له جغرافيا تقيده ولا قاموس أخلاق يردعه، يعيش في مستنقعات المنفعة وزرائب المصلحة، يتكاثر بكثافة كلما انعدمت عنده جينات التربية والأخلاق والقيم ، يتميز بأنه بائع ضمير بأبخس ثمن، يظهر شامتا عندما تبكي الإنسانية ويبرز ابتسامته العريضة عندما تجف دموع البشرية على الروح المكرمة، يكتب كثيرا بحبره الأسود وقلمه المصنوع من مادة الحقارة عندما تقف أقلام الإنسانية عاجزة عن وصف المواقف الأليمة، يمتلك أدوات يدافع فيها عن نفسه كانت قد صنعتها البشرية لتوثيق جرائم الغابات وقانونها الظالم، الحيوانسان ليس له دين محدد تراه يصلي على جميع مذاهب المصلحة، تارة يلبس الصليب وتارة خلف إمام المسجد ولكنه يخجل من الوقوف أمام حائط المبكى نعم هذا الخجل هو الشعور الوحيد الذي ينتابه في أحاسيسه المعدومة، الحيوانسان ليس شكل عادي فحسب فأحيانا تراه بشكل رئيس دولة وأحيانا أخرى بشكل طبيب ومهندس ومثقف، وأحيانا بشكل فنان وتاجر واستاذ متوسم بأعلى شهادات العلم التي تحصل عليها البشرية .
إن أردت معرفته عن كثب راقبه في سوريا وفي الكثير من البلاد الأخرى وتعرف عليه بعد كل حادثة شنيعة، راقبه عندمايرى الأشلاء تحت الركام والدماء في كل مكان والأب يبكي ابنه والأخت تبكي زوجها والطفل يبكي أمه والأم تبكي طفلها الممزق، فتراه يضحك عليهم ويشمت بهم ثم يستهزئ بكل عيون الكوكب فيقول تلك الأم غير موجودة وذاك اللحم المفتت والأصابع الصغيرة المدماة مجسمات مصنوعة فبركتها مخلوقات فضائية لمآرب كونية، راقب شكله ولسانه وقلمه ونظرات عيونه لتعرف بعدها أين سقطت الأخلاق في غياهب الحيوانية، يكثر بعدها السؤال الأهم أين كانت تعيش هذه المخلوقات الدنية، هل هؤلاء كانوا أساتذة لنا في يوم من الأيام، هل هذه الأصناف كانت تجاورنا وتأكل من خبزنا وملحنا وتشرب من مائنا وتجلس على مقاعدنا وتشاركنا هواءنا ولباسنا وتفاصيل حياتنا اليومية، لتصل إلى جواب واحد نعم هي تلك الأشكال ذاتها تسترت في يومها بلباس الضمير وسترة الأخلاق وعندما حان وقت انقشاع تقيتها وظهور حقيقتها، فلبست العقل كحذاء برجلها وباعت الضمير بأبخس الأثمان وكبرت ثلاثا على الأخلاق وزادت من أدرينالين الإنحطاط فحيرت البشرية بوجود وصف يليق بها ومعان تصف بدقة حالتها الحيوانسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى