المجلس الإسلامي السوري يقدم ورقة شاملة للتوافق الوطني السوري (بيان)
قدم المجلس الإسلامي السوري، في بيان له، رؤيته للتوافق الوطني التي تهدف إلى تحقيق ما وصفه بتطلعات الشعب السوري في نظام حكم عادل وحر، بعيداً عن الظلم والاستبداد الذي عاناه لعقود.
ورأى المجلس في بيانه أن الانتقال إلى نظام حكم رشيد يتسم بالعدالة والكرامة والمساواة هو الهدف الأسمى للثورة السورية، مشدداً على ضرورة أن يكون خالياً من كل أشكال الاستبداد والتبعية لإرادات خارجية.
وأكد المجلس أيضاً على ضرورة تجاوز مآسي الماضي من خلال تحقيق العدالة؛ وذلك عبر تشكيل لجان قضائية مستقلة لمحاكمة المتورطين في الجرائم، والكشف عن مصير المفقودين، وتعويض أسر الضحايا معنوياً ومادياً، لتأسيس سورية جديدة موحدة.
وأشار المجلس إلى أهمية الحوار الشامل بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية الوطنية لبناء الثقة المتبادلة بين مكونات المجتمع السوري، واعتبار هذا الحوار نهجاً دائماً لحل المشكلات في سورية المستقبل.
كما رأى أن الشفافية وصدق النوايا من الأسس التي يجب اتباعها في المقاربات السياسية.
وأولى المجلس اهتماماً خاصاً للتنوع الديني والثقافي في سورية، معترفاً بخصوصيات كل مكون اجتماعي وضرورة عكس ذلك في النظام القضائي والاجتماعي، مؤكداً أهمية الانتماء العربي والإسلامي وتعزيز الثقافة والتاريخ السوري لخدمة المصلحة العليا للبلاد.
كما أكد على ضرورة وحدة التراب والشعب السوري واستقلال القرار الوطني، منادياً بنظام حكم وطني يعبر عن إرادة الشعب من خلال استفتاء حر ونزيه بعيداً عن الضغوط الخارجية.
وأشار ضمن بيانه إلى الحاجة إلى دستور جديد يُصاغ من قبل لجنة منتخبة من الشعب، ويُعرض للاستفتاء الشعبي، بحيث يعكس قيم العدل والشورى والحرية والكرامة، ويجسد الهوية السورية بكامل تفاصيلها.
وتضمن تصور المجلس لنظام الحكم المنشود المبادئ الديمقراطية، مثل الانتخابات الحرة والنزيهة، وتداول السلطة السلمي، واستقلال القضاء، وضمان المساواة أمام القانون، معتبراً أن هذه المبادئ هي التي تضمن توزيع الثروات بشكل عادل وتكافؤ الفرص في الوظائف العامة، كما تؤدي إلى تنمية مستدامة تشمل جميع المناطق السورية.
وشجع المجلس على تفعيل المشاركة الاجتماعية وتعزيز روح المسؤولية الوطنية، ودعم قيم التطوع والإحسان، والوقوف إلى جانب الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع، ويرى أن هذه القيم تُشكل لبنة أساسية لبناء سورية الجديدة.
ودعا المجلس في ختام بيانه إلى حوار جاد وصبور بين الثوار الأحرار لتوحيد الصفوف، وتشكيل قيادة قوية قادرة على قيادة الشعب السوري نحو تأسيس دولة حرة مستقلة تتمتع بالعدالة والكرامة، وتعبر عن تطلعات كافة مكوناته.