تركيا تقترب من اطلاق “درع الفرات ٢” في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع انتشارها في ادلب
يتحضر ريف حلب الشمالي لمعركة من نوع جديد ينتظر منها أن تغير خارطة السيطرة و التحالفات التي حكمت الملف السوري طوال السنوات الأخيرة ، المعركة التي ستكون متزامنة مع دخول قوات المراقبة لخطوط التماس التي رسمها اتفاق الأستانة بمراحله الأربعة السابقة ، و التي من المقرر أن يثبت بنودها الاجتماع الخامس بداية الشهر المقبل.
و تقول مصادر خاصة لشبكة “شام” الاخبارية ، أن تغيراً زلزالياً طرأ على التحالفات و التنسيق الذي حكم المنطقة الشمالية من سوريا ، و لا سيما بعد انطلاق معركة درع الفرات في ٢٤ آب العام الماضي ، الأمر الذي غيّر المعادلة و باتت بحاجة لما يشبه “درع الفرات” كي يعاد ترتيب الأوراق من جديد .
و أوضحت مصادر “شام” أن الجانب التركي قد ملّ من سلسلة الانتكاسات في الوعود الأمريكية فيما يتعلق بدعم المليشيات الكردية التي تنتهج سياسة انفصالية ، وتتهمها بالانتماء لحزب العمال الكردساني “ب ك ك “ المصنف على لوائح الارهاب ، هذه الانتكاسات قد دفعت تركيا لتوسيع التعاون مع الفريق المقابل لأمريكا ألا وهو “روسيا”.
الملل التركي وجد له مساند في الجهة المقابلة “روسيا” ، التي وجدت في “ب ي د” حليف غير وفي ، فبعد أن قدمت (روسيا) دعم كبير مكن المليشيات الكردية الانفصالية من احتلال مناطق كبيرة في ريف حلب الشمالي في شباط من العام المنصرم ، وجدت (روسيا) في مواجهة ذات المدعومين في ريف الرقة ، الأمر الذي شكل طعنة بحاجة للرد ، وهو ما جمعها مع تركيا ، و يشترك الطرفان “تركيا – روسيا” بالوجع ذاته حول التحالفات الأمريكية.
وتوقعت المصادر أن تكون الأيام القليلة القادمة “حُبلى” بالتطورات و التي ستكون عسكرية بشكل كامل ، وهذا ما استبقه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ، يوم أمس ، بقوله أن ” كل نقطة دم من دمائنا تراق برصاصة تطلق علينا سيدفع ثمنها صانع ذاك السلاح و مسلمه للقاتل، يخدعوننا بأنهم سيسحبون تلك الأسلحة منهم بعد انتهاء مهمتهم، سنتدخل في شمال سوريا لمنع قيام كيان إرهابي و لن ننتظر إذنا من أحد”.
تهديدات أردوغان التي لم تكن الأولى من نوعها ، لكن التوقيت يختلف نسبياً هذه المرة ، مع اعادته من جديد الحديث عن تحرير خمسة آلاف كيلومتر التي سبق و أن كررها مرات عدة قبيل الاعلان عن انتهاء عمليات “درع الفرات” في ٢٩ آذار الفائت مع وصولها لمساحة اجمالية تقدر بثلاثة آلاف كيلومتر ، بعد اصطدامها بحواجز عدة أبرزها نشر قوات أمريكية و روسية في مناطق الاحتكاك مع “منبج” و تهدئة برعاية روسيا مع المناطق التي سيطر عليها الأسد و حلفاءه في جنوب مدينة “الباب”.
تصريحات الرئاسة التركية ، التي أماطت من خلالها تركيا اللثام عن بنود اتفاق “الأستانة” ، مهدت بشكل عاجل على فكرة انتشار القوات التركية في ادلب لتكون كقوات فصل و مراقبة لمناطق “تخفيف العنف” (التي لازالت غير محدد و لكن ادلب هي الثابت الأكيد فيها) ، هذا الانتشار الذي سيرافقه اعلان حرب ضد “ ب ي د” ، تبدأ من الريف الشمالي مع اطباق الحصار عليه من الريف الغربي لحلب سواء المحتك مع فصائل الجيش الحر أم الأسد و حلفاءه ، تبعاً للتوافق مع روسيا.
و تؤكد المصادر أن تركيا اتخذت كل ما من شأنه انجاح خطتها القاضية بحصر “ب ي د” بين فكي كماشة باطلاق معارك “تل رفعت” والقرى العشر ، التي فشلت المفاوضات في ارجاعها لأهلها ، وبين قواتها النظامية التي ستدخل ادلب و ريف حلب الغربي ، تبعاً لاتفاق “الأستانة”.
ورفضت المصادر تقديم المزيد ن التفاصيل حول مدى قرب هذه العملية أو تحديد المشاركين فيها ، ولكن فيما يبدو أن الفصائل المشاركة لن تكون من قبيل الفصائل المدعومة من قبل برنامج الدعم الأمريكي ، الذي يمول غرفة عمليات “الموم” ، اذا هنا سيوقع السلاح الأمريكي بمواجهة نظيره في الطرف المقابل.