جرائم البعث والخلافة – بقلم إبراهيم الإدلبي
جرائم البعث والخلافة – بقلم إبراهيم الإدلبي
– إبراهيم الإدلبي – صحفي سوري
القتل والحرق نصيب المدنيين بين دولتي الخلافة والبعث
نشرت صحيفة الغارديان تحقيقا في السابع والعشرين من ابريل/ نيسان حول عملية قتل جماعية بحق ٤١ مدني معصوبي العينين، في حي التضامن الدمشقي السوري، على أيدي مجموعة من المخابرات العسكرية يرتدون زي الجيش السوري، ويدخنون السجائر وأصوات ضحكتهم أعلى من صوت الرصاص بعض الأحيان.
على غير العادة
خلال عملي كصحفي شهدت العديد من المجازر والانتهاكات التي حصلت جراء قصف جوي وبري ومقابر جماعية لمختلف القوى في سوريا.
لكن تسريب الغارديان كان له وقع خاص، فهول الصدمة ووقعها كان كبيرا.
العديد من التوثيقات التي نشرت لانتهاكات حقوق الإنسان غالبا ما يكون وجه الضحية واضحاً اما المعتدي يكون خلف الكاميرا او لا تظهر معالم وجهه، يقتصر الأمر على بعض الكلمات “مين ربك ولا” او “تكبيرات تصدح” لتكون آخر ما يسمعه الضحية في ظل غياب تام للعدالة.
اما تسريب الغارديان او ما اطلق عليه مجزرة حي التضامن كان الأمر مختلفا على غير العادة
وجوه تقتل بدم بارد، تبتكر اساليب جديدة في قتل الإنسانية قبل حرق ما تبقى من جثة الإنسان، لإخفاء أدلة الجريمة.
مقاربات بين الخلافة والبعث
في 2016 حصلت وكالة مسارات على فيديو مسرب لقيام عناصر من تنظيم داعش الإرهابي او ما يعرف بدولة الخلافة، يظهر في التسجيل عناصر من داعش يرمون جثث مدنيين في منطقة تدعى الهوتة بريف الرقة، والتي كانت ذات يوم منطقة سياحية، كما هي دمشق أرض الياسمين قبل ان تحولها الى دولة البعث إلى مقبرة تفوح منها رائحة الموت، الا ان داعش حولها لحفرة تبتلع جثث من يعارضها حيث يتم إعدامه في محاولة لطمس الحقيقة ودفن العدالة ونشر الخوف
يزحل عناصر التنظيم جثة ضحية مجهولة قتلوها ويستهزئون بوزن الجثة قائلين “ابن الحرام عايش على اللحم ما عاد يريد الحب” ثم يعطيه رقما فيقول ” الله اكبر المرتد الثاني” في إشارة إلى انه تم رمي جثة قبل هذه الجثة.
الأمر مشابه إذ نستذكر مجرم بعث اخر هو عصام زهر الدين والذي قام بدوره باسم البعث بحرق جثث المدنيين وتعليقهم على أعمدة الكهرباء ثم أخذ صور تذكارية معهم او قطع رؤوسهم وحملها بيده والتقاط صور تذكارية.
قطع رؤوس !!! نعم نعم في دولة الخلافة داعش كانوا كعصام ابن البعث يقطعون الرؤس ويتغنون حولها
بالعودة إلى مجزرة حي التضامن، وكيفية رمي المدنيين في حفرة تحتوي على إطارات بلاستيكية قبل إطلاق النار عليهم واضرام النار في اجسادهم، لقد كان القاتل في إحدى الاعدامات يطلق النار من الخلف على مدني القي في الحفرة قبل ان يسقط وكأنه يصطاد أهدافا طائرة للرماية بيد واحدة والآخرة في جيبه ويدخن السيجارة وكأنه في أعلى درجات الاندماج الروحي.
نعم إنها لذة القتل التي يتشارك فيها البعث والخلافة والضحية واحدة مدني اعزل ذنبه الوحيد انه يعيش في بيته.
مفارقات التعامل مع الخلافة والبعث.
لا ازال اذكر كيف أعدم تنظيم داعش الطيار الأردني حرقا، ولكن الذي لن انساه كيف تعامل المجتمع الدولي مع هذه الجريمة مقارنة مع جرائم البعث المستمرة، حيث تزاحمت بيانات دولية وتضامن مع أهالي الطيارة ودولته وصل إلى قيام القيامة فوق دولة الخلافة واجتمع الرئيس الأميركي مع ملك الاردن عقب هذا لتكثيف الضربات العسكرية لهذا التنظيم.
اما دولة البعث التي ما زال شياطينها الذين يرتدون اطقم ملونة يبثون السم في المحافل الدولية واكثر ما يحبط وجودهم في منظمة حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات التي وجدت لخدمة الإنسانية! بل وصل بهم حد القول ان دمشق أصبحت آمنة لعودة المدنيين، كما فعلت الدنمارك وغيرها، من محاولة إعادة اللاجئين الذين هربوا من الموت بهذه الطريقة او بابشع منها والتي بدورها لم تقنع المجتمع الدولي بعد ان دولة البعث لا تختلف عن دولة الخلافة داعش الا في ان الاولى مجرموها معروفين جميعا ويقتلون المدنيين امام عدسات الكاميرا للوصول الى مجتمع متجانس، اما الثانية يقتلون بوجوه مستترة باسم هو براء منهم.
اعيد شريط الفيديو مرات ومرات يوميا! أمجد يوسف ورفاقه! أسماء لن ينساها التاريخ دخلته من أوسع أبواب الإجرام وما هم الا بعثيون صغار يقتلون باسم البعث، ويجول في رآسي كلام قائد البعث دكتورهم الأسد كما يفضل بعثيوه مناداته، “المجتمع المتجانس” “سوريا لمن يدافع عنها”
إنه التجانس الذي يسعى إليه بعث الأسد من خلال قتل وتصفية كل مدني لم يؤمن به، كما دولة الخلافة قطعة نقدية معدنية تحمل وجهان.