روسيا: لن نسلم الأسد للجنائية الدولية بعد منحه اللجوء السياسيبايدن يحث هيئة تحرير الشام على التنحي وتشكيل حكومة انتقالية تمثل الشعب السوريعائلات الأسد ومخلوف في بيروت.. تفاصيل هروب كبار المسؤولينسقوط الأسد يُشعل خلافات حادة داخل الحرس الثوري الإيرانيأحمد الشرع: لن نتوانى عن محاسبة مجرمي الحرب في سورياإبراهيم ملكي يحذر: التدخل اللبناني عبر حزب الله في سوريا جريمة لن تمرالاقتصاد الحلبي في مرمى المعركة النقدية.. كيف سيحسم صراع العملتين في مستقبل سوق المدينةبعد السيطرة على حماة.. عملية “ردع العداون” تضع طريق إيران البري في مهب الريح“ردع العدوان” تدخل حماة وتُسقط أكبر معاقل النظامالعقيد ياسر عبدالرحيم: من أرض المعركة لن نتوقف حتى تحرير آخر شبر من أرضنا وتحرير آخر معتقلالجولاني يُحدد ملامح مستقبل حلبالمحامي والناشط السياسي “إبراهيم ملكي” يوجه رسالة إلى أهالي مدينة حلبنيويورك تايمز: الأسد رفض عروضاً مغرية قبل انطلاق معركة “ردع العدوان”بلينكن: الحرب السورية ستتسع إذا لم يُطلق الأسد عملية سياسية حقيقيةجبهة درعا السورية مهددة بالاشتعال.. ما خيارات الأردن للمواجهة؟

جيش العزة وجميل الصالح.. قصة تأسيس وبناء لأحد أبرز فصائل الثورة السورية

بدأت قصة “جيش العزة” بانشقاق الرائد جميل الصالح عن جيش النظام في عام 2012، بعد معاناة طويلة من ضغوط النظام وممارساته القمعية ضد الشعب السوري.

وكان قرار الانشقاق صعباً وحاسماً، حيث اضطر الرائد جميل للانتظار حتى تأمين سلامته وعائلته، خاصة بعد اعتقال قريبه المقدم سامر الصالح، الذي كان شريكه في فكرة الانشقاق والدفاع عن المناطق الثائرة.

ولكن بعد انشقاقه، وصل جميل إلى المناطق المحررة في الشمال السوري وبدأ بتشكيل مجموعات مقاتلة صغيرة، حيث لم يمضِ وقت طويل حتى وقعت مجزرة اللطامنة المروعة التي أودت بحياة أكثر من 70 مدنياً، بينهم أفراد من عائلة الصالح، إذ شكلت هذه المجزرة دافعاً قوياً للرائد جميل لتوحيد الجهود وتأسيس فصيل عسكري يهدف لحماية المدنيين والدفاع عن الثورة، فأطلق عليه اسم “لواء شهداء اللطامنة” تخليداً لأرواح الشهداء من مدينته.

بناء هيكل عسكري مستقل
منذ البداية، أدركت قيادة “جيش العزة” أن النجاح في مواجهة قوات النظام وحلفائه يتطلب بناء هيكل عسكري منظم وفعّال، ولذلك، حرصوا على أن تكون جميع العمليات والقرارات تخضع لنظام داخلي يضمن توزيع المهام والمسؤوليات بشكل دقيق.

وبعدها تم تأسيس وحدات متخصصة في مختلف الجوانب العسكرية، مثل المشاة، القناصة، المدرعات، والمدفعية، ومن ثم تم تعيين ضباط منشقين ذوي خبرة على رأس كل وحدة لضمان حسن سير العمل وتنسيق العمليات.

ساعد هذا التنظيم المحكم الجيش في تحقيق أهدافه بكفاءة، واستطاع الصمود في وجه الضغوط والتحديات. علاوة على ذلك، ساهم هذا التنظيم في كسب دعم شعبي واسع من الحاضنة الشعبية، التي رأت في الجيش رمزاً للثبات والانضباط.

معسكر الشهيد عبد الباسط الساروت
استجابة للحاجة إلى إعداد مقاتلين قادرين على مواجهة النظام وتطوير مهاراتهم القتالية، أنشأ “جيش العزة” معسكراً تدريبياً في عام 2014 تحت اسم “فرسان العزة”، والذي تم تغيير اسمه لاحقاً إلى “معسكر الشهيد عبد الباسط الساروت” تكريماً لروحه بعد استشهاده.

وفي هذا المعسكر، تم تدريب المنتسبين الجدد على اللياقة البدنية والمهارات القتالية الأساسية، إلى جانب علوم تكتيكية وعسكرية متقدمة، كما تم إعدادهم نفسياً ومعنوياً لمواجهة صعوبات القتال. ساهم المعسكر في تخريج أكثر من 14 دفعة من المقاتلين، مما ساعد الجيش في تعزيز قدراته البشرية وتوسيع دائرة المنتسبين إليه من الشباب السوريين الذين تعرضوا للظلم والتشريد بسبب ممارسات النظام.

القوات الخاصة
في عام 2017، أدرك “جيش العزة” الحاجة إلى قوة نخبوية تكون قادرة على تنفيذ المهام الصعبة والمعقدة التي تتطلب احترافية عالية، فأطلق وحدة “القوات الخاصة”.

وضمت هذه الوحدة مجموعة من المقاتلين ذوي الخبرة واللياقة البدنية العالية، الذين خضعوا لتدريبات مكثفة تضمنت تكتيكات العمليات النوعية، وزيادة القدرة على التحمل البدني، وتأهيلهم للقيام بمهام خاصة في المناطق ذات الطبيعة الوعرة.

حيث تم إعداد هذه القوات لتكون جاهزة لمواجهة الأعداء في أكثر الظروف قسوة، وتم تخريج 20 دفعة حتى الآن، مما ساعد “جيش العزة” على تنفيذ عمليات نوعية أثرت بشكل ملموس على مسار المعارك.

المواقف الثابتة
على الرغم من الضغوط التي تعرض لها “جيش العزة” من قبل أطراف دولية وإقليمية لجرّه إلى مفاوضات سياسية لا تخدم الثورة، حافظ الجيش على موقفه الرافض للمساومة على حقوق الشعب السوري.

وكان أبرز هذه الضغوط هو مشاركته في مؤتمر أستانة، الذي رآه الرائد جميل الصالح مجرد وسيلة لتقويض الثورة وإضعاف الفصائل المسلحة، حيث رفض الجيش المشاركة في المؤتمر ورفض الدعم المشروط، ما أدى إلى قطع الدعم الخارجي عنه.

ورغم ذلك، استطاع “جيش العزة” الاستمرار بفضل الحاضنة الشعبية التي دعمته بموارد محدودة، مما جعله مثالاً للصمود والثبات على مبادئ الثورة السورية.

معارك وتضحيات
شارك “جيش العزة” في العديد من المعارك ضد قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، وتميز بأدوار حاسمة في جبهات الشمال السوري، خاصة في ريف حماة وإدلب.

وبلغت تضحيات الجيش في هذه المعارك حوالي 500 شهيد، مما عكس حجم الالتزام والروح القتالية التي تميز بها مقاتلوه.

وكانت مشاركة “جيش العزة” في المعارك الأخيرة للدفاع عن إدلب وريف حماة الشمالي حاسمة، حيث تمكن مع حلفائه من تشكيل غرفة عمليات مشتركة استطاعت استعادة زمام المبادرة في عدة مواقع استراتيجية.

وصفت هذه المعارك بمعارك “كسر العظم”، إذ أظهر الجيش فيها شجاعة كبيرة وتفانياً في الدفاع عن الأرض، مؤكداً عزمه على الثبات على خط الثورة حتى الرمق الأخير.

دعم شعبي واسع وتمسك بالثورة

نجح “جيش العزة” في كسب ثقة الحاضنة الشعبية في الشمال السوري، والتي دعمت الجيش برغم قلة الإمكانات واستمرار الضغوط الخارجية، حيث كان لاستقلالية الجيش ورفضه الخضوع لأي أجندات خارجية دور كبير في جذب آلاف المقاتلين من المناطق التي شهدت تسويات مع النظام، خصوصاً من مناطق مثل حمص ودرعا وريف دمشق.

وبفضل هذه الحاضنة الشعبية القوية، استطاع “جيش العزة” استقطاب مقاتلين مؤمنين بقضية الثورة ومستعدين للتضحية في سبيل تحقيقها.

وكان الشهيد عبد الباسط الساروت أحد هؤلاء الأيقونات الثورية التي انضمت للجيش، مما أضفى عليه مزيداً من الرمزية والتأثير في الشارع الثوري السوري.

يشار إلى أن “جيش العزة” أثبت منذ تأسيسه وحتى اليوم أنه من الفصائل الثورية التي ترفض الخضوع لأي تسوية سياسية لا تتماشى مع تطلعات الشعب السوري، وذلك بفضل مواقفه الثابتة وتضحياته المستمرة، بات الجيش رمزاً للصمود في وجه النظام وحلفائه.

زر الذهاب إلى الأعلى