لبنان يتلقى مذكرة دولية لتوقيف اللواء المجرم جميل حسنإيران: ليس لدينا اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة في سوريا حالياأسماء الأسد تطلب الطلاق تمهيداً للعودة إلى لندن بعد سقوط النظامتركيا تُرمم خط الكهرباء بين بيريجيك وحلب لتوفير الطاقة للسوريينأحمد الشرع: تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثةمدير الجمارك في سوريا يكشف عن خطط إصلاح شاملة لإنهاء الفساد والترهل الإداريهاكان فيدان يكشف عن رؤيته الجديدة للعلاقات مع سوريامقتل إمام مرقد السيدة رقية في هجوم مسلح أثناء توجهه إلى لبنانميدل إيست آي: سقوط الأسد أفشل خطة إسرائيل لتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلاتإيران: سوريا خرجت من “محور المقاومة”الشرع للوفد الأميركي: سوريا ستبقى على الحيادأحمد الشرع: أمن الخليج أولوية وسوريا تسعى لعلاقات استراتيجيةضمن حملة “إحياء الأمل”.. قطر الخيرية تسير قافلة مساعدات للشعب السوريالخارجية الأمريكية تلتقي أحمد الشرع بدمشقالمفوضية الأوروبية: سوريا القديمة اختفت وسوريا الجديدة لم تولد بعد

حزب الله تحت الحصار في سوريا.. تصعيد إسرائيلي وأمريكي وتفتيش روسي صارم

تشهد الساحة السورية تطورا ملحوظا في الضغوط المفروضة على ميلشيات حزب الله اللبناني، الذي يعتبر أحد أهم الحلفاء الإقليميين لإيران في المنطقة.

وخلال الفترة الأخيرة، تزايدت الضربات العسكرية على مواقع الحزب في سوريا، حيث شنت إسرائيل غارات متتابعة على مناطق نفوذه، فيما صعدت الولايات المتحدة عملياتها ضد المواقع الإيرانية ذات الارتباط الوثيق بالحزب في شرق سوريا. تزامن ذلك مع تصريح روسي يؤكد إجراءات تفتيشية مشددة على الشحنات التي تصل إلى قاعدة حميميم في شمال غرب سوريا، ما يعكس رغبة موسكو في ضبط تدفق الإمدادات العسكرية داخل الأراضي السورية.

تكثيف الضربات الإسرائيلية في الغرب والجنوب
منذ أكتوبر الماضي، تصاعدت حدة الضربات الإسرائيلية على مواقع ميلشيات حزب الله ومخازن أسلحته في سوريا. ففي 13 نوفمبر 2024، استهدفت غارة إسرائيلية منطقة القصير بريف حمص، مدمرة مستودعات أسلحة تعود لحزب الله، وهي أحد أهم معاقل الحزب في سوريا، والتي تحتوي على نقاط تجمع وخطوط إمداد إستراتيجية بين لبنان وسوريا.

وبتتبع سلسلة الغارات، يُلاحظ أنها لم تقتصر على منطقة القصير، حيث استهدفت إسرائيل في 24 أكتوبر أيضاً مناطق أخرى، من بينها كفرسوسة بدمشق وأخرى بريف حمص، متسببة بخسائر بشرية ومادية كبيرة.

وإضافة إلى ذلك، شنت إسرائيل غارة في 6 أكتوبر على مستودعات أسلحة بحماة وحمص في عملية هي الثانية خلال 24 ساعة، ما يوضح التركيز الإسرائيلي على تحجيم قدرة حزب الله على التحرك وتخزين الأسلحة.

جميع تلك العمليات جاءت في إطار جهود إسرائيلية واضحة للحد من النفوذ الإيراني وحزب الله في سوريا، فالوجود المتنامي للحزب في المناطق الحدودية السورية اللبنانية يثير قلق إسرائيل من احتمالية تشكيل جبهة جديدة ضدها على الحدود الشمالية.

من جانب آخر، تنظر تل أبيب إلى ترسيخ قوة الحزب في سوريا كجزء من التوسع الإقليمي لإيران، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

ضربات شرق سوريا ضد منشآت إيرانية
إلى جانب التحركات الإسرائيلية، نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية في 12 نوفمبر 2024، مستهدفة منشآت في شرق سوريا تُستخدم من قبل مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

جاءت تلك الضربة رداً على هجمات استهدفت القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة، ما يعكس استمرار التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة والمجموعات الإيرانية في سوريا.

وقد أوضح بيان القيادة المركزية الأمريكية أن هذه الضربات جاءت في إطار استراتيجية أمريكية واضحة لاحتواء نفوذ إيران ومنعها من تعزيز مواقعها في شرق سوريا، والتي تعتبر محوراً استراتيجياً يصل الأراضي الإيرانية بالساحل السوري.

مراقبون رأوا أن هذا التدخل الأمريكي حما رسالة مفادها بأن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية قواتها وردع أي محاولات لتهديدها من قبل القوات المرتبطة بإيران، ويشكل تذكيراً بحضورها في الساحة السورية، رغم تركيزها على الملفات الإقليمية الأخرى.

الإجراءات الروسية
وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي والأمريكي، أعلن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف عن إخضاع جميع الشحنات الواردة إلى قاعدة حميميم للتفتيش.

ولكن تصريح المبعوث اعتبر خطوة غير مألوفة من الجانب الروسي الذي يُعرف بتحالفه الاستراتيجي مع إيران وحزب الله في سوريا، إذ عكس هذا التصريح رغبة موسكو في فرض رقابة صارمة على الإمدادات العسكرية، وخاصة في مناطق نفوذها المباشر، ما قد يُفهم كإشارة إلى تغيير في سياسة روسيا تجاه تحركات إيران وحزب الله في المنطقة.

وأثارت هذه الخطوة الروسية الكثير من التساؤلات حول مدى التزام موسكو بالتنسيق الكامل مع طهران، خاصة أن روسيا تسعى للعب دور الوسيط في سوريا بين الأطراف المتنازعة.

ويُحتمل أن تكون هذه الإجراءات مؤشراً على محاولات روسية للتهدئة أو حتى للضغط على إيران وحزب الله لتخفيف تحركاتهم العسكرية في المنطقة، خصوصاً مع زيادة الحساسية الدولية تجاه النشاط الإيراني في سوريا.

ما التداعيات؟
بدوره، يرى المحلل العسكري “محمد وسام” في تصريح خاص لوكالة ثقة، أن هذه التطورات تُشير إلى تصاعد الضغوط الدولية على حزب الله في سوريا، حيث يبدو أن هناك توافقاً غير معلن بين إسرائيل والولايات المتحدة، وربما روسيا، على ضرورة تقليص نفوذه في سوريا، على الأقل في هذه المرحلة.

وأوضح أن التحركات الروسية تُظهر اهتماماً بتأمين توازن القوى في سوريا، وعدم السماح بترسيخ نفوذ أي طرف على حساب الآخرين.

وتوقع وسام أن يواجه حزب الله تحديات كبيرة في الفترة المقبلة، خصوصا في المناطق التي يتواجد فيها بشكل كبير على الحدود السورية اللبنانية، إضافة إلى ذلك، سيتعين عليه إعادة ترتيب أولوياته، وربما إعادة تقييم تواجده العسكري، خاصة إذا ما استمرت إسرائيل في استهدافه بشكل مباشر ومتكرر.

وزاد قائلاً: “هذه الأحداث تحمل تداعيات أوسع على المنطقة، إذ تضع النظام السوري في موقف حرج، خاصة في ظل عدم قدرته على السيطرة على تحركات حلفائه كما أنها ترسل رسالة واضحة لإيران بأن سياساتها التوسعية في سوريا أصبحت محط اهتمام دولي‐.

واختتم قائلاً: “مع تزايد وتيرة الضربات الإسرائيلية والأمريكية، إلى جانب الخطوات الروسية، يمكن القول إن حزب الله يواجه وضعاً غير مسبوق يتطلب منه التكيف مع معطيات جديدة، مما قد يؤدي إلى تغيير في استراتيجيته تجاه سوريا والمنطقة بشكل عام”.

زر الذهاب إلى الأعلى