دي ميستورا يقترح آلية تشاورية حول عملية تشكيل الدستور السوري والمعارضة تتحفظ
مع دخول مفاوضات “جنيف6” يومها الثاني يضع المبعوث الأممي إلى سوريا “ستافان دي ميستورا” مناقشة الدستور على رأس أجندة المباحثات في الوقت الذي يصر فيه وفد المعارضة على إبقاء الحكم الانتقالي ملفاً رئيسياً في الاجتماعات.
واقترح دي ميستورا “آلية تشاورية” حول عملية تشكيل الدستور السوري الجديد، بحيث تكون أساسا يبنى عليه في عملية التفاوض، كما أنه حاول التحرك خارج مسار الانسداد التفاوضي بإنشاء آلية تريح عملياً الجانب الروسي الذي يعطي الأولوية لبحث موضوع الدستور، على حساب عملية الانتقال السياسي التي تصر عليها المعارضة بحسب ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر بارز في المعارضة.
وأضاف المصدر أن “المعارضة عقدت ليل أمس اجتماعا لبحث اقتراح دي ميستورا، وسجلت كثيرا من الملاحظات من دون أن تتخذ موقفا بعد”، وتابع قائلا: “أبرز الملاحظات أن الاقتراح ينشئ مسارا خامسا (سلة خامسة)، يضاف إلى المسارات الأربعة (السلال الأربع) المطروحة في جنيف، ما قد يزيد الأمور تعقيداً”، وأكد أن المعارضة تشدد على “دعم أي خيار يقود باتجاه عملية انتقال سياسي، وإنشاء مسارات جديدة قد يكون عملية صعبة”.
من جهة أخرى أكد المتحدث باسم وفد الهيئة العليا “سالم المسلط” “لن نغادر جنيف طالما نرى أفق حل لشعبنا”، وقال إن الوفد بحث في أول اجتماع بعد ظهر الثلاثاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا موضوعين مهمين هما دستور سوريا وآلاف المعتقلين في السجون السورية” بحسب ما أوردت “فرانس برس”.
مباحثات مباشرة
وأوضح “ركزنا على الإفراج عن الأسرى و(ركز) دي ميستورا على الدستور لم تقدم أية وثيقة أثناء اللقاء”، كما أشار المسلط إلى استعداد الهيئة لمباحثات مباشرة قائلاً “إذا أبدى الطرف الآخر حرصاً على حياة السوريين، فإننا سنجلس إلى طاولة واحدة ونبحث كافة المواضيع، نريد حلا ينهي هذه الكارثة في سوريا”.
وكان المبعوث الأممي أشار إلى أن الجولة السادسة من المفاوضات السورية في جنيف ستكون مختلفة عن سابقاتها، موضحاً بالقول: “جميع الوفود ستأتي إلى جنيف، وأقصد هنا جميع الوفود المذكورة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وجميع الوفود التي شاركت في المحادثات السابقة”، موضحاً بأن “الجولة السادسة تكتسب أهمية أكبر عقب توقيع مذكرة بين تركيا وروسيا وإيران في أستانا، بخصوص تشكيل مناطق خالية من الاشتباكات في سوريا”.
كما لفت دي ميستورا إلى أن الجولة السادسة ستكون على شكل لقاءات قصيرة بسبب اقتراب شهر رمضان، مبيناً أنهم “لن يعقدوا مؤتمرات صحفية على مدار المحادثات، وأنهم ينتظرون من وفدي النظام والمعارضة الشيء ذاته، وأن الخيار يعود لهما في ذلك”.