روسيا تنسحب من تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا.. ما القصة؟
أفاد مراسل درعا 24 بانسحاب القوات الروسية من تل الحارة العسكري، أحد أعلى وأهم المواقع الاستراتيجية في ريف درعا الغربي، والذي تتمركز عليه منذ سنوات.
يأتي هذا الانسحاب وسط توقعات بوجود توجيهات إسرائيلية لإخلاء التل، مع استمرار تواجد قوات تابعة لنظام الأسد في الموقع، وانتقال القوات الروسية إلى محيط قرية زمرين القريبة.
ووفقاً لشهود عيان، شوهدت عربات عسكرية روسية تغادر تل الحارة، مع تأكيدات على إنزال العلم الروسي، وسط تقارير تتحدث عن إخلاء كامل للنقطة الروسية هناك.
وأكد مصدر في الفصائل المحلية التابعة للأجهزة الأمنية لمراسل درعا 24 أن القوات الروسية انتقلت إلى نقطة أخرى في محيط قرية زمرين.
ويُعتبر تل الحارة أحد المواقع الاستراتيجية البارزة في جنوب سوريا، إذ يبلغ ارتفاعه حوالي 1200 متر ويطل على مرتفعات الجولان، مما يجعله نقطة مراقبة ورصد ذات أهمية كبيرة.
ورغم انسحاب القوات الروسية، تستمر قوات نظام الأسد في التمركز هناك، فيما تُشير توقعات إلى أن هذا الانسحاب قد يكون جزءاً من تفاهمات تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.
وتنتشر القوات الروسية في الجنوب السوري منذ توقيع اتفاقية التسوية والمصالحة عام 2018، حيث أنشأت العديد من النقاط العسكرية بموجب تلك الاتفاقية التي سعت إلى تعزيز سيطرة النظام السوري على المنطقة وإنهاء حالة الصراع المستمر.
في سياق متصل، نفت شبكة درعا 24 صحة المنشورات الورقية التي تم تداولها مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتحدث عن تهديدات إسرائيلية حديثة لعناصر حزب الله في تل الحارة، موضحة أن تلك المنشورات تعود إلى شهر آذار 2023 وليست حديثة كما زعمت بعض الحسابات.
ويُثير انسحاب القوات الروسية من تل الحارة تساؤلات حول مستقبل التواجد العسكري في المنطقة، خاصة مع الأهمية الاستراتيجية التي يحملها هذا الموقع.
ومع استمرار تواجد قوات نظام الأسد، تبدو التطورات في الجنوب السوري محاطة بتعقيدات إقليمية قد تتكشف مع مرور الوقت، خصوصاً في ظل محاولات إسرائيل تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.