صورة | حادثة في سرمدا تعكس حجم الفجوة الطبقية شمال سوريا
في واحدة من أبشع الصور التي تعكس الوضع الاقتصادي المتدهور في شمال سوريا، رُصد رجل على مشارف الموت في دوار سرمدا بعد أن قضى أياماً بلا مأوى أو طعام.
حسين، الرجل الذي تم إنقاذه في اللحظات الأخيرة من موت محقق، أصبح رمزاً حيًّا لمعاناة الآلاف من السوريين الذين يعيشون تحت وطأة الفقر والجوع.
وبينما يعيش الأغنياء في المنطقة برفاهية، يتفاقم بؤس الفقراء، ما يثير تساؤلات حول دور المنظمات الإنسانية والحكومات المحلية في توفير الدعم اللازم للفئات الأكثر ضعفاً.
حسين، الرجل الذي يُعتقد أنه تجاوز الستين من عمره، كان يعيش أياماً قاسية في شوارع سرمدا دون أي نوع من الدعم أو المساعدة، وهو ما اكّده العديد من الأشخاص.
يؤكد من كان يعرفه أن حالته الصحية كانت متدهورة للغاية، حيث كان يعاني من جفاف شديد نتيجة الجوع والعطش، إذ عُثر عليه فاقداً للوعي، وتم نقله إلى دار السلامة للعجزة في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، وذلك بفضل جهود متطوع يُدعى نزار نجار، الذي لم يستطع تحمل مشهد الرجل المتهالك.
وأكد نزار نجار، الذي تولى نقله، أن حسين لا يزال فاقداً للوعي، ويعاني من أمراض مزمنة بالإضافة إلى جفاف حاد ناجم عن نقص التغذية والماء.
مشهد حسين وهو ممدد على الأرض جائعاً وعطشاناً، يعكس بوضوح الحالة المأساوية التي تعيشها شريحة كبيرة من سكان شمال سوريا، حيث تتفاقم الأوضاع الاقتصادية بشكل مستمر، وسط تجاهل واسع من قبل السلطات المحلية والجهات الدولية.
وتشير الإحصائيات إلى أن مئات العائلات في مناطق شمال سوريا باتت عاجزة عن تأمين قوت يومها، نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
ويُضاف إلى ذلك النقص الحاد في المساعدات الإنسانية، حيث تشكو العديد من العائلات من غياب أي نوع من الدعم الإغاثي الذي كان في السابق يصل عبر المنظمات الدولية.
الفجوة بين الأغنياء والفقراء
وبينما يواجه حسين وأمثاله الجوع والعوز، تبدو حياة الأثرياء في المنطقة وكأنها من عالم آخر، فالسيارات الفارهة تتجول في شوارع سرمدا، والمباني الفاخرة ترتفع في كل زاوية، مشكّلة صورة متناقضة تماماً مع ما يعيشه الفقراء.
تتحول الأزمة الاقتصادية إلى وسيلة لبعض الأثرياء لزيادة نفوذهم الاقتصادي، حيث يشترون الممتلكات والعقارات بأسعار زهيدة من الفقراء الذين يضطرون إلى بيع ممتلكاتهم لتأمين قوت يومهم.
كما أن الأنشطة التجارية المزدهرة في بعض القطاعات تزيد من تعقيد المشهد، حيث يستغل البعض الأزمة لتحقيق مكاسب مالية على حساب الفئات الأكثر ضعفًا.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى التساؤل مفتوحاً.. إلى متى سيستمر هذا التفاوت الصارخ بين الأغنياء والفقراء في شمال سوريا؟ وهل ستشهد المنطقة تحركاً حقيقياً من المنظمات الإنسانية أو السلطات المحلية للحد من هذه المأساة؟