مجلة غربية تؤكد أن بقاء الأسد سيجعل من سورية “مصدراً للسموم”
تحدثت مجلة “إيكونوميست” في افتتاحية عددها الأخير عن الوضع في سورية، والذي جاء تحت عنوان “انتصار الأسد الفارغ”، مشيرةً إلى أن سورية ستظل مصدراً للسموم في المنطقة ولسنوات قادمة، طالما بقي الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى “إرث الشراسة” التي اتسم به نظام الأسد، وقالت الصحيفة إن النظام “أطلق سراح مئات الجهاديين من السجن عام 2011، أملاً في أن يشوهوا سمعة الثورة المتعددة، التي شملت قطاعات المجتمع السوري، ويقوم النظام الآن بقصفهم إلى جانب المدنيين والمستشفيات، ولن تنتهي العملية سريعاً وستكون دموية”.
وذكرت الصحيفة أن الأسد “جلب على سورية الخراب، وشرد أهلها، ودمر الاقتصاد، وسقط نصف مليون سوري، وليس لدى الأسد أي شيء ليقدمه للشعب السوري، وستظل بلاده مستضعفة ومنقسمة، وستترك الحرب آثارها أبعد من حدود بلاده”.
ونوهت الصحيفة إلى إرث الاستبداد لدى رأس النظام قائلة: “ثم هناك شراسة الأسد، فعمل والده حافظ على الحفاظ على السلطة من خلال الشرطة السرية وحملات متفرقة للقتل، أما الابن، الذي كاد أن يخسر السلطة، فعمل على تعذيب وقتل أكثر من 14 ألف شخص على الأقل في شبكة النظام الواسعة من السجون السرية”.
وأضافت المجلة أن “أساليب الأسد القاسية تركت جزءاً كبيراً من شعبه يشعر بالمرارة والتهميش، وستفرّخ سجونه المتطرفين، وهي مكان جيد لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، الذي تقول أمريكا إنه أعاد تنظيم نفسه”.
ونقلت الصحيفة عن منظمة هيومان رايتس ووتش، ومنظمات غير حكومية، أن “هناك ما يزيد على 128 ألف معتقل لا يزالون في أقبية السجون، وهناك احتمال وفاة معظمهم، وحتى مع قرب احتمال نهاية الحرب لم يتوقف الإعدام، وفقد تقريباً كل سوري واحداً قريباً عليه في الحرب، ويتحدث المحللون النفسيون بتشاؤم عن انهيار المجتمع”.
وتفيد الإيكونوميست بأن الدول الغربية فشلت في التحرك عندما كان يجب عليها ذلك في بداية الثورة السورية، منوهةً أن المساهمة في الإعمار لن تفيد سوى نظام الأسد وأمراء الحرب والأجانب، مستدركة بالقول إنه يجب على إيران وروسيا دفع الفاتورة.
ودعت المجلة في ختام افتتاحيتها الخاصة عن الوضع في سورية، الدول الغربية إلى تقديم مساعدة إنسانية لتخفيف معاناة السوريين، وردع النظام والتهديد بالانتقام لو قام بأعمال شنيعة مثل استخدام السلاح الكيماوي.
المصدر: عربي21