مسؤولة بريطانية لبوتين: أوكرانيا ليست سوريا
مسؤولة بريطانية لبوتين: أوكرانيا ليست سوريا
اعتبرت مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) باتريشيا لويس، أن بوتين سيلقى ردّا مختلفا من قبل الغرب على غزوه ﻷوكرانيا، بخلاف التساهل الذي حصل إزاء الجرائم التي ارتكبها في سوريا.
وقالت لويس لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: “إذا كان بوتين يعتقد أنه سيعامل مثل الأسد، فهو مخطئ لأنه ليس الأسد وهذه ليست سوريا”.
وحذّرت الصحيفة من بوتين قد ينفذ “جرائم فظيعة” في أوكرانيا، كما فعل في سوريا قبل سنوات، منوهة بأن ضحايا النظام السوري لم يحصلوا على العدالة، بعد مرور 11 عاماً على الحرب في سوريا.
وأشار التقرير إلى بقاء الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد ضد السوريين بدعم روسي- إيراني، دون حساب، رغم المحاكمات الخارجية لعناصر منخفضي ومتوسطي الرتب.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز قصصا عن مدنيين قتل النظام أفرادا من عوائلهم، سواء على يد قوات اﻷمن، أو خلال القصف الذي استهدف المناطق السكنية في سوريا، وقالت إن مصيرا مماثلا قد يكون ينتظر الأوكرانيين، الذين تتعرض مدنهم الآن للقصف خلال الغزو الروسي لها.
وتقول الصحيفة إن المشهد يتكرر، حيث تقصف الأحياء التي كانت نابضة بالحياة، وتزدحم جثث المدنيين في المستشفيات، ويشعر الجميع بالرعب من قرار محتمل للجيش الغازي باستخدام الأسلحة الكيميائية، فيما تستهدف القذائف الهاربين من القصف.
ونقل التقرير عن محللين قولهم إن إرث الحرب السورية، ودور روسيا فيها، يلوح في الأفق بشكل كبير على أوكرانيا، مما يقدم دروسا محتملة لبوتين مفادها أن “الخطوط الحمراء” التي وضعها الغرب يمكن تجاوزها من دون عواقب طويلة الأجل، وأن المستبدين يمكنهم القيام بأشياء فظيعة ومواجهة العقوبات الدولية – وما زالوا في السلطة.
ولفت التقرير إلى أن قوات الأسد “صدمت” العالم في 2013 باستخدام أسلحة كيميائية في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون بالقرب من العاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، وتوقع العديد من السوريين أن مثل هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي من شأنه أن يدفع إلى تدخل عسكري غربي، خاصة وأن الرئيس الأسبق، باراك أوباما، وصف استخدام الأسلحة الكيميائية حينها بأنه “خط أحمر”.
لكن الولايات المتحدة لم تتدخل بشكل كبير، وفي نهاية المطاف، سيطرت قوات الأسد على البلدات التي تعرضت للغاز.
وفي عام 2015، أرسل بوتين قوات روسية لمساعدة جيش الأسد المحاصر، وفيما كان الضباط الروس يقدمون المشورة لقوات النظام السوري وكانت الطائرات الروسية تلقي القنابل على المدن السورية – وتتمتع بنفس “ميزة” الإفلات من العقاب الذي بدا أن الأسد يتمتع بها.
وفي أوكرانيا، استخدمت روسيا حملات تضليل مماثلة لتلك التي كانت رائدة في سوريا، حيث اتهمت المعارضة بشن الهجمات الكيميائية لإلقاء اللوم على النظام السوري، ويقول محللو نيويورك تايمز إن روسيا تقوم بنشر اتهامات مماثلة، مستشهدين بالأخبار التي نشرتها موسكو عن وجود مختبرات بيولوجية في أوكرانيا، وأن الحكومة الأوكرانية “نازية”.
وتقول الصحيفة “عند مشاهدة الحرب هناك، يرى العديد من السوريين علامات على أن بوتين يستخدم أجزاء من قواعد اللعبة السورية”.
لكن محللين أوروبيين يشيرون إلى وجود فروق واختلافات بين الحرب في البلدين.
وعلى عكس بوتين الذي يقوم بغزو دولة جارة، قام الأسد بفظائعه “محليا” بحسب الصحيفة، كما إن روسيا قوة مسلحة نوويا، مما يعقد مسألة التدخل العسكري.