مقتل نصر الله يعيد تحذيرات معاذ الخطيب إلى الواجهة.. هل تجاهل العالم مخطط الطائفية في سوريا منذ 11 عاماً؟
مثّل مقتل حسن نصر الله هذا العام نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، خاصة مع تنامي الدعوات داخل سوريا وخارجها لسحب القوات التابعة لميليشيات حزب الله وإيران من البلاد.
وكانت هذه الدعوات قد بدأت قبل أكثر من أحد عشر عاماً، عندما طالب أحمد معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، المقتول (نصر الله) بضرورة سحب قواته من سوريا، مشيراً إلى أن وجودهم يؤدي إلى تعقيد الأزمة ويهدد بتحولها إلى نزاع طائفي خطير.
الخطيب شدد في رسالته حينها على ضرورة الحوار والتواصل بين الثوار السوريين والمجتمعات الشيعية في سوريا لضمان سلامة الجميع.
وأكد أن هناك خطة مدروسة لجر المنطقة إلى صراع سني-شيعي يبدأ من سوريا ولبنان، ثم يمتد ليشمل دولاً أخرى مثل إيران وتركيا.
وأشار إلى أن وجود ميليشيات حزب الله وإيران في سوريا ليس سوى جزء من مخطط أوسع يهدف إلى تمزيق العالم الإسلامي وإدخاله في دوامة من الصراعات الطائفية.
واليوم، بعد مقتل نصر الله، تزايدت الضغوط الدولية والإقليمية على حزب الله وإيران لإنهاء وجودهما العسكري في سوريا.
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقها الخطيب سابقاً، استمرت ميلشيات حزب الله في دعم نظام الأسد بقواتهم، ما أدى إلى تفاقم النزاع وتوسيع رقعة الدمار في سوريا.
ويعتبر الخطيب أن الحل في سوريا لا يمكن أن يتحقق بوجود قوات أجنبية على أراضيها، وأن طرد حزب الله وإيران هو خطوة أساسية نحو إنهاء الحرب والبدء في عملية سياسية حقيقية.
وتدخلت ميلشيات حزب الله في سوريا منذ عام 2013 لدعم رأس النظام السوري “بشار الأسد”، تحت ذريعة حماية المراقد المقدسة ومنع انهياره، ورغم أن الحزب برر تدخله بدوافع دينية وأمنية، إلا أن العديد من الأطراف، بما فيهم أحمد معاذ الخطيب، اعتبروا هذا التدخل خطوة تزيد من تفاقم الأزمة وتعزز الانقسامات الطائفية.
في الوقت نفسه، لعبت إيران دوراً كبيراً في دعم النظام السوري عبر تمويل وتسليح الميليشيات الموالية، بما فيها حزب الله.