نكسة قوية لموسكو .. روسيا تخسر العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت في أوكرانيا
وكالة ثقة
أعلنت أوكرانيا، أمس الجمعة 11 تشرين الثاني، أن قواتها دخلت مدينة خيرسون بعد أشهر من سقوطها بيد القوات الروسية، ما يشكل ضربة معنوية كبيرة للكرملين الروسي، ونكسة قوية لموسكو بعد 9 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت إدارة المخابرات العامة الأوكرانية في بيان، إن خيرسون عادت إلى سيطرة أوكرانيا، وأضافت أن وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب الاستطلاع دخلت المدينة، ودعت الروس الذين بقوا في المدينة إلى الاستسلام.
من جهتها، رحّبت الخارجية الأوكرانية بإعلان الانسحاب الروسي من خيرسون ووصفته بأنه “نصر مهم”، وكتب وزير الخارجية الأوكراني “دميترو كوليبا” على تويتر “أوكرانيا تسطر نصراً مهما آخر في الوقت الحالي، وتثبت أنه مهما تقول روسيا أو تفعل، فإن أوكرانيا ستنتصر”.
وأظهرت صور من داخل مدينة خيرسون الأعلام مرفوعة على مبنى الإدارة الإقليمية للمدينة، في حين أظهرت صور أخرى بثتها صفحات محلية رفع الأعلام الأوكرانية في منطقة بيلازوركا على المشارف الشمالية لمدينة خيرسون.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة اكتمال عمليات نقل قواتها من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون إلى الضفة اليسرى من النهر.
وأوضحت الوزارة أنه تم سحب أكثر من 30 ألف جندي و5 آلاف وحدة من الأسلحة والمعدات، مشيرة إلى أن قواتها قصفت تجمعات للقوات الأوكرانية على الضفة اليمنى للنهر الذي يشق مدينة خيرسون.
كما اعتبر الكرملين أن منطقة خيرسون الأوكرانية بأكملها وعاصمتها تشكلان جزءاً من روسيا على الرغم من انسحاب الجيش الروسي من المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في أيلول الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف”، إن منطقة خيرسون “تابعة لروسيا الاتحادية”، مضيفاً في أول تعليق للرئاسة الروسية على انسحاب قواتها من خيرسون الذي أُعلن الأربعاء الماضي، “لا يمكن أن يكون هناك تغيير”.
وأضاف أنّ الرئاسة الروسية “غير نادمة” على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله فلاديمير بوتين في أيلول الماضي ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون، في حين رفض التعليق على الانسحاب من خيرسون.
يذكر أن مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، تعتبر العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء الغزو في 24 شباط الماضي.
ووفقاً لمحللين عسكريين فإن خسارة روسيا لخيرسون ستكون ضربة معنوية كبيرة للكرملين، وتشير هذه الخسارة إلى أن روسيا عجزت في الوقت الحالي، عن المضي قدماً إلى مدينتي ميكولايف وأوديسا اللتين سعت موسكو إلى الاستيلاء عليهما.
ووفقاً للمحللين فإنه من الواضح أن خسارة خيرسون وجسر خيرسون ستكون لها عواقب على صورة روسيا وسينظر إليها بشكل سلبي داخل البلاد.
من جانب آخر، فإن استعادة خيرسون ستساعد أوكرانيا على استعادة السيطرة على بعض المناطق على طول ساحل البحر الأسود الذي يعد شرياناً مهماً لتصدير سلعها الغذائية للأسواق الخارجية، بحسب المحللين.
وكانت روسيا انسحبت في أيلول الماضي من منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، ثم تلا ذلك إعلان فلاديمير بوتين في 21 أيلول استدعاء نحو 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسية.