هل تنزلق أميركا نحو حرب أخرى بسوريا؟
تناولت مجلة “ذي أتلانتك” الأميركية الأزمة المتفاقمة في سوريا، في ظل تورط لاعبين وقوى خارجية في البلاد التي مزقتها الحرب منذ سنوات، ومن بينها الولايات المتحدة، وتساءلت إذا كانت أميركا انزلقت إلى مستنقع حرب أخرى في سوريا؟
وأشارت المجلة في مقال للكاتبين “إيلان غولدينبيرغ ونيكولاس هيراس” إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصعد تدريجيا ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفائه الداعمين له، الأمر الذي ينذر بالفوضى في المنطقة برمتها.
وأوضحت أن الجيش الأميركي اشتبك الشهر الماضي في سوريا ثلاث مرات في صراع مباشر مع القوات المشتركة لنظام للأسد، وهي المتمثلة في المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ومقاتلي حزب الله اللبناني، وربما حتى من قوات النخبة من الحرس الثوري الإيراني.
وأشارت إلى أن الحادثة الأولى كانت في مايو/أيار الماضي عندما قصفت الطائرات الأميركية قافلة لقوات شيعية وغيرها من الفصائل المدعومة من إيران أثناء توجهها إلى التنف.
وتمثلت الحادثة الثانية في قصف جوي أميركي على قوات برية مدعومة من إيران، وأما الحادثة الثالثة فكانت إسقاط طائرة إيرانية مسيرة وتدميرها على أيدي القوت الأميركية.
وأضافت أن هناك أسبابا مشروعة للولايات المتحدة للتسابق للسيطرة على هذه المنطقة، وذلك في ظل أهميتها الإستراتيجية بالنسبة لإيران، بوصفها تمثل الجسر الذي يوصلها عبر العراق وسوريا إلى البحر المتوسط.
ونوهت إلى أنه رغم أن الولايات المتحدة ربما تكون تورطت في حرب جديدة في سوريا، فإنه لم يكن هناك أي تفسير علني يُذكر من المستويات العليا للحكومة أو تغطية كافية من جانب وسائل الإعلام أو رقابة من جانب الكونغرس.
وأشارت إلى أن سيطرة الولايات المتحدة على هذه المنطقة من شأنها الرد على الخطوات التي تحاول إيران من خلالها زعزعة استقرار الشرق الأوسط، بل وطمأنة الحلفاء الإقليميين إزاء القلق من النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط.