إليك قصة الشاب السوري الذي باع كليته من أجل علاج ابنته الصغيرة
وكالة_ثقة
تخطت مآسي اللاجئين الفلسطينيين السوريين حواجز القهر وقصص الخيال الدرامي، بكوارث وأزمات واقعية حيّرت العقول وأرهقت القلوب المكلومة وأوجعت كل من يحمل بقايا ضمير وإنسانية.
ومن إحدى هذه المآسي أن يعلن أب فلسطيني سوري عن بيع كليته من أجل علاج ابنته الصغيرة، الذي يشاهدها تتألم أمامه وهو غير قادر على أن يخفف من وجعها ويقدم لها العلاج والمعونة، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هنا: إلى أي مدى قد يصل بأحدهم اليأس الى أن يقرر أن يبيع عضو من أعضاء جسمه؟
يدعى الأب “ك.ا” لاجئ فلسطيني سوري من أبناء مخيم سبينة أجبرته الحرب السورية للجوء إلى لبنان، حاول التكيف مع وضعه الجديد وعمل ليلاً نهاراً من أجل إعالة أسرته وتأمين حياة كريمة لهم، إلا أن مرض طفلته نانسي البالغة من العمر ثلاث سنوات وستة أشهر، والتي تعاني من ضعف عميق في السمع منذ الولادة، وهي بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة لزراعة جهاز في القوقعة لإعادة السمع، بتكلفة 24 ألف دولار جعله أمام خيارات لا يحسد عليها، أما أن يصمت وتبقى فلذة قلبه لا تسمع ولا تعرف ما يجري حولها بقية حياتها، أو يطرق الأبواب من أجل تأمين تكاليف علاجها.
الأب المكلوم الذي فضل أن يطرق بصمت أبواب الجهات المختصة وبعض الجمعيات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء، استطاع أن يجمع 7 آلاف دولار قدمتها له وكالة الأونروا والسفارة الفلسطينية في لبنان، وبقي 17 ألف دولار من المبلغ المستحق لإجراء عملية طفلته، فما كان منه إلا أن قرر عرض كليته للبيع من أجل استكمال المبلغ المتبقي.
يقول الأب في أول تصريح لـ “مراسل مجموعة العمل” بعد أن عرض كليته للبيع: “لا أريد أن أَستعطف الناس أكثر، لا أريد أن يظنوا بأنني أتاجر بابنتي، أريد أن أبيع كليتي وأعالجها بشرف”، وأضاف بحزن شديد والدمعة تكاد أن تنهمر من عينيه لم أتوقع أن يصل بي الحال لما وصل، ولكن لا خيار أمامي الآن سوى بيع إحدى كليتي مقابل مبلغ مالي من أجل إجراء العملية الجراحية لابنتي وزراعة قوقعة في الاذنيين كي لا تفقد السمع في المستقبل القريب.
وقد ناشد الأب عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي من أجل تأمين المبلغ المتبقي من ثمن عملية ابنته إلا أن التجاوب كان خجولاً جداً، لابل نستطيع ان نقول معدوماً قياساً بحالته وبالمبلغ المطلوب لعلاجها.
حالة الطفلة “نانسي” تشبه العديد من الحالات المرضية لفلسطينيي سورية الذين يعتبرون الحلقة الأضعف في لبنان من الناحية الإنسانية والصحية والقانونية والاقتصادية، نظراً إلى غياب وتملص المؤسسات والأجهزة الرعائية والإنسانية الضامنة المحلية والدولية، بشكل عام للاجئين الفلسطينيين، من القيام بهذه المهمة بالشكل الإنساني والاستشفائي المطلوب”.