اقتراب خطير بين طائرة للتحالف ومقاتلة روسية في سماء سوريا

شهدت الأجواء السورية حادثة اقتراب خطير بين طائرة “Su-35” روسية وأخرى تابعة للتحالف الدولي، وفق ما صرّح به الجيش الروسي.

وأفادت وكالة “إنترفاكس” الروسية أن هذا الحادث وقع فوق البحر المتوسط يوم الاثنين، حيث اقتربت طائرة دورية مضادة للغواصات من طراز “Boeing P-8 Poseidon” تابعة للتحالف بشكل خطر من المقاتلة الروسية خلال طلعة جوية مجدولة، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من الطيار الروسي الذي اتخذ إجراءات سريعة لتفادي الاصطدام.

وصرّح نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة”، أوليغ إجناسيوك، بأن الطيار الروسي أبدى احترافية عالية في التعامل مع الموقف، واتخذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة الطائرة.

كما وثق المركز الروسي أربع حالات خرق لقواعد منع الاشتباك من قبل طائرات التحالف خلال الـ24 ساعة الماضية، والتي تضمنت تحليق طائرات دون طيار فوق مناطق السيطرة الروسية دون تنسيق مسبق.

تأتي هذه الحادثة وسط توتر متزايد بين الجانبين الروسي والأمريكي في سوريا. وقد أعربت الولايات المتحدة، التي تقود التحالف الدولي، عن رفضها تعليق طلعاتها الجوية في المنطقة، مشيرة إلى ضرورة مواصلة عملياتها ضد خلايا تنظيم “داعش”.

من جانبها، عبّرت مسؤولة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية، تيريزا سوليفان، عن قلق بلادها من السلوك الروسي في الأجواء السورية، واصفة التصرفات الروسية بانتهاك المعايير المتوقعة من سلاح جو “محترف”.

وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق عن قطع قنوات التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الطلعات الجوية في سوريا بعد سلسلة من المواجهات الخطيرة بين طائرات دون طيار أمريكية ومقاتلات روسية، وفق ما ذكره نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.

ومنذ بدء التدخل الروسي في سوريا لدعم النظام السوري عام 2015، الذي أعقب التدخل الأمريكي عام 2014 لمكافحة تنظيم “داعش”، تم التنسيق بين القوتين لتجنب حوادث تصادم غير مقصودة، لكن هذا التنسيق شهد انتهاكات عديدة خلال الفترة الأخيرة.

يذكر أن الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 900 جندي في سوريا لدعم عمليات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضد تنظيم “داعش”، بينما تواصل روسيا تعزيز وجودها في مناطق مختلفة من سوريا، مع تمركز واضح في الساحل السوري وبعض القواعد الاستراتيجية مثل مطار القامشلي شمال شرقي البلاد.