التجمعات السياسية المعارضة ترفض مؤتمر “دمشق” للاجئين (بيان)
أصدرت التجمعات المدنية والسياسية المعارضة، مساء اليوم الثلاثاء، بيانا مشتركا، أعربوا من خلاله عن رفضهم لمؤتمر اللاجئين التي تنوي عقده موسكو يوم الغد الأربعاء في العاصمة السورية “دمشق”.
وجاء في البيان، “إن انعدام الأمن والأمان لا يزال قائما في سوريا ولن تستقر الأوضاع فيها، أو يعود اللاجئون إليها إلا بتغيير نظام الحكم الاستبدادي فيها، وانتقال السلطة إلى نظام شرعي منتخب يضمن الحريات والحقوق لكل السوريين والبيئة الآمنة والمستقرة كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي وبضمانات أممية واضحة وصارمة.
وأعرب البيان عن رفضه التام والقطغي عن المؤتمر ورفض أي مقرات تخرج عنه، وتأكيده على الحق في الحماية الدولية على وفق ما قررته أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ووجه الموقعون بالشكر إلى كل الدول التي رفضت حضور هذا المؤتمر ونثمن تمسكها بيان جنيف 1 والقرار 254 2 الذي هو مرجعية للحل السياسي في سوريا والمتمثل بالانتقال السياسي للسلطة بما يحقق البيئة الآمنة المستقرة كماجاء في القرار آنف الذكر، ورفضهم لخدعة الاحتلال الروسي الساعي بواسطتها لشرعنة نظام القتل والإجرام في سوريا ومحاولة الالتفاف على المجتمع الدولي للحصول على مزيد من الأموال بدعوى إعادة إعمار سوريا.
وأوضح البيان أن دولة الاحتلال الروسي تسعى عن طريق رغبتها بعودة بعض السوريين إلى إظهار الأمرفي سوريا وكأن الحرب انتهت وأصبح نظام الحكم ديمقراطيا، متجاهلة أن أساس المشكلة هو نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية القمعية والدعم الروسي غير المحدود لها.
وأردف أنه لا يزال المعتقلون مغيبين في زنازين النظام، ولا يزال مصير المفقودين مجهولا وما تزال آلة القمع تعمل في الشعب السوري قتلا وتدميرا وتشريدا وسرقة ونهبا، ولا تزال العملية السياسية متعثرة بسبب تعنت النظام السوري وحلفائه ورفضهم للانتقال السلمي للسلطة، ولا تزال الجيوش الأجنبية منتشرة في الأراضي السورية، ولا تزال الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني والمرتزقة الروس وغيرهم من المرتزقة يعيثون فسادا في سوريا، ولا تزال الحركات الانفصالية فعالة ومدعومة من بعض القوى الدولية، ولا تزال البنى التحتية مدمرة، ولا يزال الفقر يعم أرجاء البلاد، ولا تزال الاعتقالات والاغتيالات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مستمرة، بحسب البيان.
وسبق أن وجهت موسكو دعوة لعقد مؤتمر مشابه في خريف عام 2018، بعد حملة واسعة أطلقتها لحث المجتمع الدولي على التعاون ليس في ملف إعادة اللاجئين فحسب، بل وفتح أبواب الحوار مع النظام من بوابة “المساعدات الإنسانية” بداية بهدف إعادة تعويمه سياسيا، لكنها فشلت في ذلك رغم الحملة الإعلامية الواسعة.
أعلن السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، اليوم الاثنين، أن مؤتمر اللاجئين سيعقد في دمشق يوم الأربعاء المقبل، وأن المؤتمر “مصمم على دعم جهود أولئك المهتمين حقا بمصير ورفاهية جميع السوريين، إضافة إلى الموجودين خارج سوريا نتيجة الحرب”، معتبرا أن المؤتمر “منصة لمناقشة موضوعية لمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بمساعدة السوريين في العودة إلى ديارهم، واستعادة وحدة الشعب السوري”.