مكافحة التضليل الرقمي.. وزارة الإعلام السورية تتخذ إجراءات جديدةحلب تحت الأضواء.. زيارات دولية تعزز إرثها الثقافيخطط قيد التنفيذ..إعادة إحياء قطاع السيارات في سورياخارطة جدية للعراق . . . من سيرسمها ؟تحولات إقليمية.. ماذا يحمل لقاء الشرع وأردوغان لدمشق وأنقرة؟توجيه جديد لخطباء المساجد في سوريا . .اتفاق بين حــ.ماس والمبعوث الأمريكي.. هل يتحقق السلام؟العودة إلى الوطن.. قافلة إنسانية تحمل السوريين إلى درعا من جديدإصلاحات القضاء في سوريا.. خطوة ضرورية لتعزيز العدالة والثقةبعد أشهر من التحديثات.. مديرية نقل ريف دمشق تعود بحلة جديدةالواقع العسكري أمام منعطف تاريخي.. تغييرات تفتح أفقًا جديدًاوزارة الداخلية تطلق تغييرات جذرية.. بداية مرحلة جديدة للأمن والخدماتمشروع الطاقة الشمسية في إدلب.. نحو بيئة أكثر استدامةخطوة نحو الاستقرارقرارات جديدة تعيد رسم العلاقات الاقتصادية لسوريا

العودة الى حضن الوطن

لايخفى على أحد حجم الإختراق الأمني من قبل مخابرات النظام السوري لصفوف المعارضة السياسية والعسكرية بشكل واسع، مع مرور الزمن ومع تقلب الأوضاع وميلان الكفة أحيانا وانتهاء الأدوار، يبرز على السطح مسائل جديدة ظاهرها انشقاق في صفوف الثورة وباطنها اختراق على كافة الأصعدة والمجالات، ونهاية أدوار تم القيام بها على أكمل وجه تحت شعار مرفق بدعاية إعلامية عنوانه “العودة إلى حضن الوطن” هذا الشعار الذي أطلقه مؤيدوا النظام السوري على كل شخص عاد إلى صفوفهم وبيت طاعة سيدهم، هو شعار لايخلوا من الشتيمة والإذلال وطعم الإهانة، هو أيضا مصطلح عامي شوارعي يُراد به الرذيلة وإن بدا عليه نقاء اللغة وصفاء المصطلح، فمهما يكن المقصود من المصطلح فإن العائد إلى الحضن بعد كل الذي رآه من فظائع بحق أهله أشبه مايكون بما “بعد الكفر من ذنب”.

نعود إلى أصل المسألة وهي الإختراق الأمني الواسع لصفوف المعارضة من قبل أعدائها، في حادثة هي الأكبر هربت منذ عدة أيام مجموعة مؤلفة من عشرين مقاتل ينتمون لعدة فصائل معارضة في منطقة درع الفرات إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري بالقرب من مدينة الباب شرق حلب، بينهم قياديان ظهرا في صور بثتها مواقع موالية إلى جانب العقيد سهيل الحسن أبرز القادة في جيش النظام السوري .

تلك الحادثة تعتبر الأكبر عددا على الصعيد العسكري، هذا العدد من الجنود وسهولة التنسيق فيما بينهم والتحاقهم السريع في صفوف قوات النظام بكل سهولة له أبعاده العسكرية الخطيرة على المعارضة المسلحة، وله دلالات واضحة على عمق الإختراق الكبير في صفوفهم، ودلالات أخرى على انعدام الأمن والإستخبارات وهشاشة الهيكلة وإدارة الفصيل، ليست الخسارة هي عودة أولئك الجنود فهم عائدون لامحالة فهذه مهمتهم ووظيفتهم، ولكن الخسارة هي كشف عورة المعارضة وإظهارها بمظهر البيت المخلوع أبوابه وحتى سقفه فالدخول إليه بسهولة والخروج منه بأسهل .

بررت الفصائل العسكرية في منطقة درع الفرات سبب هروب أولئك الجنود بأنهم مفسدون ولصوص وقطاع طرق وقد هربوا من العدالة ، هذا التبرير أشد وقعا في نفوس مؤيدي الثورة من حقيقة الأمر نفسه ، كثرت الأسئلة المطروحة ماالذي يفعله هؤلاء اللصوص وقطاع الطرق في صفوفكم طيلة هذه السنين، وكم من قاطع طريق ولص مازال في الصفوف .

مازالت المعارضة بشقها العسكري تتعامل بمبدأ حسن النية وطيبة القلب والعاطفة الغير مقبولة في هذا الواقع المليء بالخصوم المتربصين بهم وبأرضهم وثورتهم، على المعارضة أن تتعلم دروس السنين السابقة وتنظر لواقعها بعين اللاتهاون في دماء الشهداء ودموع الأرامل عليها أن تعي أن التشتت والضياع والفصائلية والحرب الداخلية هي مائدة دسمة نقدمها بأيدينا للأعداء، من الطبيعي أن نكون مخترقين ولكن ليست بهذه الكمية الكبيرة ولا بهذا النوع من الإنعدام الخالص لتحصين البيت وترتيبه فجميعنا يعلم أن دول العالم تحاول الوصول إلى قلوب خصومها وهذه طبيعة الحروب ولكن جميعها أيضا يحصن نفسه ويحمي قلبه ويمنع الإختراق ما استطاع .

الكاتب: ماجد عبد النور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى