جعجع: 40% من السوريين في لبنان “لاجئون غير شرعيين”فجر الجمعة… قصف إسرائيلي يطال مواقع النظامإسرائيل أجّلت استهداف إيران.. طهران استعدت في سوريامأساة في دمشق: وفاة 4 أشخاص من أبناء الحسكة في جريمة قتل مروعةبرشلونة يواجه مشكلات عقب الخروج من دوري الأبطالالعفو الدولية” توثق انتهاكات بحق محتجزين شمال شرق سورياأمريكا وأوروبا تدرسان فرض المزيد من العقوبات ضد إيرانبغالبية ساحقة.. النواب الأمريكي يقرّ مشروع قانون “الكبتاجون 2”“الإدارة الذاتية” تستقبل أول دفعة لاجئين سوريين مرحلين من العراق40 عامًا مضيفًا للحجاج.. وفاة السوري إسماعيل الزعيمالأوقاف السورية تنهي إجراءات تسجيل الحجاج لموسم 2024أمريكا تتوقع هجومًا إسرائيليًا ضد إيران في سورياخمسة مصابين إثر هجوم بمسيّرة انتحارية لقوات النظام غربي حلبإسرائيل تؤكد أن الهجوم الإيراني لن يمر دون ردالسويد تبدأ محاكمة عميد سابق في “الجيش السوري”

بشار وأسماء الأسد رئة الخراب ومتنفسه في إعادة إعمار سوريا !

بشار وأسماء الأسد رئة الخراب ومتنفسه في إعادة إعمار سوريا !

الباحث الاقتصادي: حسن المروان حراج

قبل الكلام عن إعادة الإعمار في سوريا وعن موازنتها وأهميتها أين سوريا الآن؟

السلطة الحاكمة عائلة بشار وأسماء الأسد تغطي سوريا بطبقة من الدمار والرماد ومن البؤس بطبقة من أجهزة المخابرات والانهيارات في كافة البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية على كافة الأصعدة بطبقة صدأ من الاستبداد بمختلف هائل من الدكتاتوريات الاقتصادية والسياسية… بكتلة من دماء السوريين.

وبالتالي كل حوار ونقاش يدفع به منظمات المجتمع المدني أو لجان أو هيئات المعارضة التفاوضية حول حل وسطي مع عائلة أسماء الأسد هو قبول بالاستمرار بحرق وافناء ما تبقى من سوريا والسوريين…

وعزل الأسد واحالته للعدالة والتخلص من رواسب فساده في المؤسسات هو جسر عبور للبدأ ببناء مستقبل سوريا الزاهر اقتصادياً وعمرانياً ومجتمعياً وسياسياً وثقافياً …والانتقال الى الضفة الآخرى من الحياة السياسية في سوريا.

دائما ما يسعى الأسد للعب على عنصر التسويق بشكل مستمر لطلب مشاريع إعادة الإعمار، ليس لهدف بناء تعافي تنموي شامل ولبناء ما دمره بل لتعويض خسائر عائلته المالية، وتخفيف معاناتهم المعيشية، ولتغذية ودعم وإمداد حربه ضد السوريين ولإفشال أي حل سياسي وهل تهمه سوريا بالأساس طالما هو من دمرها عمداً و قتل سكانها وهجرهم خارج حدودها، كي يحكم بلداً دون وجود دولة أو مجتمع؟ حتى أضحى ترتيب سوريا في ظل حكمهم بين البلاد الأسوأ اقتصادياً وسياسياً وعلمياً تبعاً لمؤشرات الأمم المتحدة…

كيف لعائلة مشاركة بالجرائم ضد الشعب السوري بكل معنى الكلمة، أن تكون جزءا في يوم الأيام من إعادة عمار سوريا؟

وبذلك أهم البنود والشروط التي يجب أخذه بعين الاعتبار للبدأ بالنقاش وتناول مرحلة إعادة الاعمار:
أولاً: ضرورة إزالة بشار الأسد وكافة مرتزقته القتلة، ومافياته الاقتصادية التي إنشاؤها جميعاً فور استيلاء الأسد وأسماء على حكم سوريا، ومحاكمتهم على جرائمهم وفرض العقاب المناسب قانونيا وإنسانيا بحقهم.

ثانياً: ضحايا حرب سلطة الأسد: معالجة قانونية وإنسانية لقضية الشهداء الذين تم قتلهم بسجون الأسد أو بأسلحته المختلفة والمعتقلين والمصابين وارجاع المهجرين داخلياً وخارجياً و استرجاع ممتلكات السوريين التي عفّشوها ونهبوها من ورثتهم…
((وبدون ذلك، كل شيء مهين بحق وكرامة السوريين أخلاقياً وإنسانياً…))

يرافق ذلك بروز أربع تحديات في عملية إعادة إعمار في سوريا؟

1- حسم وانتهاء الصراع العسكري وعملية انتقال سياسي عادلة دون وجود الأسد:

في ظل الوضع الحالي من وجود جيش وطني وكتائب مشرذمة ذات توجهات مختلفة أصبحت بعيدة عن إرادة السوريين من طرف المعارضة ومليشيات إيرانية وعراقية وروسية.. وجيش مجرم ارتكب أعظم جرائم الحرب بحق السوريون وأجهزة مخابرات تغطي كل مفاصل الحياة من جهة السلطة المغتصبة للحكم، الاستقرار في شكله أصبح مستحيلاً ومطلقاً وبالتالي أول تحدي نافس سيواجه عملية إعادة الإعمار: إمهان واستجلاب قوات حفظ سلام دولية وهذا لا يمكن تحقيقه في الوضع الراهن لأن هذه القوات ستكون مهددة بالخطر دائماً.

2- تأمين الموازنة اللازمة لعملية إعادة الإعمار:

ترتكز عملية إعادة الإعمار في سوريا بالدرجة الأولى على:
– الدول الأوربية والبنوك الدولية والشركات والمنظمات الأجنبية والهيئات الإنسانية.
– الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين سيكون لها نصيب من شركات إعادة الإعمار.
– بعض الدول العربية لقدرتهم التمويلية.
وهذه الدول لن تمنح النظام الأسدي أي تمويل لكونه حليف استراتيجي لروسيا وإيران لأن بتمويله ستكون فرصة لتخفيف حدة العقوبات الاقتصادية عن روسيا وإيران وهذا ما لا تقبل به أمريكا.

إذاً من خلال هذا التحدي يتولد لنا عدة أسئلة ونقاط مهمة:
1: هل ستقدم الدول الأوربية والعربية تمويل لمشاريع إعادة الإعمار لحليف استراتيجي جعل مؤسسات سوريا مرتع ورهن للقوات الروسية والإيرانية؟
2- هل حلفاء عائلة أسماء الأسد إيران وروسيا يمتلكون القدرة على القيام بعملية إعادة إعمار ذات موازنة ضخمة تكلف ملايين الدولارات؟
بالإضافة لكون روسيا وإيران يترنحون تحت ضغوط وعقوبات اقتصادية عملاقة واسعة، ويعانون من مآزق وأزمات اقتصادية وسياسية داخلية وخاصة بعد دخول روسيا بحرب مع أوكرانيا…

3- دمار النسيج المجتمعي السوري:
أولا: علينا التمييز بين مصطلحان هامان (المصالحة السياسية – المصالحة الاجتماعية) المصالحة السياسية بورقة وتوقيع بسيط تتم عملية الانتقال السياسي للسلطة، أما المصالحة المجتمعية حتى على مستوى العائلة الواحدة آثارها لن نستطيع تجاوزها بسهولة فكيف بمجتمع متعدد الطوائف والمكونات؟ وبالتالي هذه التحدي ليس تحدي تقني أو تمويلي بل سيكون تحدي سياسي خطير من الممكن أن يمنع أي تعاون واستمرار في عملية الانتقال السياسي بين الأطراف المجتمعية…

4- التغير الديمغرافي: وهو على أمران:
– ضمان عودة كريمة وآمنة للاجئين والنازحين مرتبط بضمانات دولية، والتي لن يحققها النظام ليقينه الكامل بأنه عودة اللاجئين الى سوريا ستكون السبب النهائي في انهياره وابعاده عن السلطة…
– ينبع من النقطة الأولى تحدي آخر متعلق بكيفية إرجاع الملكيات المسلوبة من عقارات وأراضي وأملاك وحقوق… إلى أصحابها التي تركوها وتعويضهم وهذا التحدي المعضل بحاجة قوة خارقة آلهية لتحقيقه…

وأخيراً: إعادة الإعمار في سوريا تبدأ:
– نظام حكم سياسي وتحول سياسي لا يكون فيه الأسد طرف بالحل ولا بشكل من الأشكال.
– إلغاء كل الاتفاقيات وأهمها الاتفاقيات الاقتصادية التي ابرماها بشار وأسماء الأسد مع الدول التي رهنت اقتصاد السوريين للجهات الخارجية.
– إعادة الشعور بالأمن والأمان وترسيخ بناء السلام المجتمعي
– حقوق انسان وعدالة بكافة تجلياتها
– بعدها الاهتمام بمداخل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعمرانية… لضمان تعافي متكامل.

عملية تتداخل البعد السياسي في خطط إعادة الإعمار هو المحدد الأساسي في نجاح عملية إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى