بعد سوتشي وطهران.. صـ.ـراع لم يحـ.ـسم بعد والمسرح سوريا | أبو مجاهد الحلبي
بعد سوتشي وطهران.. صراع لم يحسم بعد والمسرح سوريا | أبو مجاهد الحلبي
وكالة ثقة
بات واضحا بأن كل من قمة طهران والتي حضرتها الأطراف الثلاثة الراعية لاتفاق أستانة (روسيا – إيران – تركيا) وقمة “سوتشي” التي غابت عنها إيران وجمعت الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” توّجت بالفشل بما يخص الملف السوري.
ويؤكد ذلك التصعيد العسكري (قصف) من كل الأطراف سواء في جبهات إدلب وريف حلب وما تبعه من قصف قسد لبلدة قرقميش التركية واستهداف نظام الأسد لقاعدة عسكرية تركية بجرابلس والذي قابله ردّ تركي حيث قصف الجيش التركي مواقع لقوات النظام والذي قتل فيه بحسب ما صرحت به وكالة سبوتنيك الروسية 16 عنصر من قوات الأسد في “تلة جارقلي” بريف عين العرب شمال شرق حلب، كما استهدفت المدفعية التركية والطيران المسير مواقع لميليشيا قسد في قرية “سنجق سعدون” جنوبي عامودا شمال مدينة الحسكة أدى لمقتل قيادي وأربعة عناصر بحسب وكالة ثقة -Thiqa Agency.
تسعى روسيا لحلحلة الملف السوري وفق الرؤية الروسية للتفرغ للحربها مع أوكرانيا وتسعى للضغط على تركيا في سبيل تحقيق هذه الرؤية ولكن تركيا تستمر رغم كل الضغوط في سياسة النأي بالنفس ولعب دور الوسيط في الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا ما أكّده “داوود أوغلو” رئيس حزب المستقبل التركي بأن روسيا تمارس ضغط كبير على تركيا فيما يخص هذا الملف.
وذكرت مصادر بأن العرض الروسي لتركيا في جمع المعارضة مع النظام قوبل بالرفض، عزّز هذا الموقف الرفض الشعبي الواسع الذي أظهرته المظاهرات التي عمت الشمال السوري الرافض لأي عملية تصالح مع النظام بكل أشكاله.
وفعلياً فإن الرئيس التركي يريد من العملية العسكرية المخطط لها اكتشاف الدول التي تراعي المخاوف الأمنية لبلاده وأيها التي لا تعير ذلك اهتماما وهي قضية في محور الخلاف الحالي المتعلق بتوسيع حلف شمال الأطلسي.
وفي الواقع فإن تحرك الجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا احتمالا قائما منذ سنوات على الرغم من الهدوء النسبي على امتداد الحدود التركية منذ 2019.
وبالرغم من تمكن الوسطاء ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية من تهدئة التوتر في السنوات القليلة الماضية فإنه عملياً ليتم التعامل مع صلب الموضوع ألا وهو العلاقات التركية مع حزب العمال الكردستاني “PKK”.
فتركيا استغلت مؤخراً قضية عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي وهي تريدها فرصة لتحقيق هدفها لتأسيس منطقة عازلة خالية من حزب العمال الكردستاني على طول الحدود التركية مع سوريا، في وقت يسعى أردوغان لتحقيق ما سبق قبيل موعد الانتخابات الرئاسية في عام 2023 لعلّها عامل قوي في حملته الشعبية لدى الشارع التركي.