تحذير دولي.. سوريا على وشك الانجرار إلى صراع إقليمي كارثي
حذّرت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا من أن البلاد تواجه تهديدات مميتة في ظل تزايد النزاعات الإقليمية، مشيرةً إلى أن سوريا التي تعاني من تداعيات الحرب المستمرة منذ سنوات، أصبحت غير آمنة للسوريين واللاجئين الفارين إليها من لبنان.
جاء ذلك هلى لسان رئيس اللجنة، باولو بينيرو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ أكّد على أن الظروف الراهنة تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية، وسط تصاعد القتال والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون.
وأشارت لجنة التحقيق الدولية في تقريرها إلى نزوح أكثر من 300 ألف سوري، مع فرار أكثر من 100 ألف لبناني إلى سوريا، في محاولة للهروب من القصف الإسرائيلي في لبنان، رغم أن سوريا نفسها ليست ملاذًا آمنًا، بل تعاني من تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي تجعل من الحياة فيها مخاطرة دائمة.
وعبّر بينيرو عن أن السوريين يواجهون “خيارات مستحيلة”، حيث يجدون أنفسهم بين خيار المخاطرة بالبقاء في لبنان تحت القصف أو العودة إلى سوريا مع احتمال التعرض للاضطهاد والاعتقال والتجنيد القسري.
وبيّن التقرير أن اللجنة تحقق في انتهاكات طالت السوريين النازحين، من بينها حالات الاعتقال والإساءة والابتزاز على نقاط التفتيش التي تسيطر عليها جهات مسلحة متعددة داخل سوريا.
وأوضح بينيرو أن المخاطر تتفاقم بسبب تزايد القتال عند خطوط المواجهة في مختلف أنحاء البلاد، وخاصة الغارات الإسرائيلية التي سجلت 50 غارة في يوليو وحده.
وأكد التقرير أن هناك انتهاكات مستمرة مثل نهب المساكن والممتلكات، ما يزيد من تعقيد الوضع ويعمّق الأزمة الإنسانية في سوريا.
وحثت اللجنة المجتمع الدولي على تكثيف المساعدات الإنسانية، إذ لم تُموَّل سوى ربع خطة الأمم المتحدة لعام 2024، مما يهدد حياة أكثر من 13 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات.
ودعا بينيرو، إلى جانب المبعوث الأممي الخاص لسوريا والأمين العام للأمم المتحدة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان وغزة، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي يعزز الإفلات من العقاب ويزيد من تجاهل القانون الدولي.