تصاعد التوتر بين سوريا وإيران.. تحذيرات متبادلة وتصريحات مثيرة للجدل
وجه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني، تحذيراً شديد اللهجة إلى إيران، مطالباً إياها بالكف عن محاولات “بث الفوضى في سوريا”، محملاً طهران مسؤولية التداعيات الناتجة عن تصريحاتها الأخيرة.
وأكد الشيباني عبر منشور على منصة “إكس” ضرورة احترام إيران لسيادة سوريا وإرادة شعبها، داعياً إلى تجنب زعزعة استقرار البلاد.
وجاءت تصريحات الشيباني بعد إعلان وزارة الخارجية الإيرانية عن غياب التواصل المباشر مع الحكومة السورية الحالية، حيث أشار المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، إلى تواصل مستمر مع المعارضة السورية، معتبراً التدخلات الأمريكية السبب الرئيسي في زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وفي سياق متصل، شدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على أن “أمريكا والكيان الصهيوني يتوهمان تحقيق انتصار في سوريا”، مؤكداً أهمية صيانة سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض أي تدخل خارجي.
كما كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، يعقوب رضا زاده، عن نقل رسائل غير مباشرة إلى السلطات السورية لضمان حماية السفارة الإيرانية والمواقع المقدسة.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، وجود مباحثات لإعادة فتح السفارتين في دمشق وطهران، في خطوة تُظهر رغبة الطرفين في احتواء التوتر المتصاعد وإعادة صياغة العلاقات الثنائية.
ورداً على هذه التطورات، أوضح وزير الخارجية العراقي، عباس عراقجي، أن “الوضع في سوريا لا يزال معقداً”، مؤكداً أن هناك العديد من العوامل المؤثرة التي ستشكل مستقبل البلاد، وأنه “من المبكر الحكم على مجريات الأمور سواء من جانبنا أو من جانب الأطراف الأخرى التي تعتقد أنها انتصرت”.
ووفق محللين سياسيين، فإن إيران تمتلك أدوات مؤثرة لتعزيز نفوذها الإقليمي. من أبرزها، علاقتها الوثيقة مع حزب العمال الكردستاني الذي استخدمته سابقاً لإثارة الفوضى والضغط على تركيا.
كما تشير تقارير إلى أن إيران تستضيف قيادات من تنظيم القاعدة، ما يتيح لها استغلال هذا الملف لإشعال أزمات أمنية في سوريا والعراق، مما قد يُجبر واشنطن على التعاون معها بحجة “محاربة الإرهاب”، ما يمنحها هامشاً أكبر للمناورة السياسية.
في الوقت نفسه، حذرت إيران من عودة ما وصفته بالإرهاب إلى سوريا كنتيجة للفوضى الحالية، معتبرة أن ذلك سيشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة بأكملها.
ومع ذلك، يبدو أن طهران تسعى لاستغلال هذا المشهد لتعزيز نفوذها في سوريا الجديدة كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.
وسط هذه التطورات، يبقى المشهد السوري محكوماً بتوازنات دقيقة بين الأطراف الفاعلة. التحديات المتصاعدة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد أو ربما تسفر عن تفاهمات مؤقتة.