تفجير إسرائيلي لنفق في جنوب لبنان يُثير مخاوف من هزات أرضية محتملة
أثار الجيش الإسرائيلي القلق بتفجيره نفقاً لحزب الله قرب بلدة العديسة جنوب لبنان، مما تسبب بارتجاجات امتدت إلى مناطق شمال إسرائيل، ودفع الخبراء للتحذير من مخاطر نشاط زلزالي محتمل نتيجة قرب التفجير من فوالق زلزالية رئيسية.
وفي التفاصيل، أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير أحد الأنفاق التابعة لحزب الله قرب بلدة العديسة الجنوبية، وهو نفق عسكري مخفي، مما صعّب تحديد تفاصيله الدقيقة أو قياس شدة الانفجار المستخدم، بحسب خبراء.
وقد أثار هذا التفجير مخاوف جديّة بين الجيولوجيين والباحثين في علم الزلازل، خاصة مع قرب المنطقة من فوالق زلزالية تمتد عبر لبنان، مما قد يسبب اضطرابات في الضغوط الأرضية وينذر بحدوث هزات محتملة.
وفي السياق، أوضح البروفيسور طوني نمر، أستاذ الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التفجير قد يزيد من الضغط على الفوالق الزلزالية، وهو ما رفع احتمالات الهزات الأرضية في المنطقة.
وأشار إلى أن سكان شمال إسرائيل شعروا بالارتجاجات الناتجة عن التفجير، ما يعزز من هذه المخاوف، مؤكدًا أن خطورة تفجير العديسة تكمن في قربه من المناطق الزلزالية، على عكس التفجيرات السابقة التي كانت بعيدة نسبياً عن هذه الفوالق.
ورغم غياب أجهزة متخصصة في لبنان لمتابعة التغيرات في الضغوط الجيولوجية، إلا أن استمرار النشاطات التفجيرية بهذه المنطقة قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الفوالق ويزيد من احتمالية تحفيزها، مما يشكل تهديدا على البنية التحتية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
من جهة أخرى، أشار البروفيسور يحيى تمساح، مساعد عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية لسكاي نيوز، إلى أن الارتجاجات الناتجة عن هذه التفجيرات الكبيرة تؤثر على سلامة المنشآت، موضحاً أن بعض المباني قد تحتاج إلى فحص هندسي دقيق لضمان استقرارها وسلامة هيكلها.
ودعا الخبراء إلى تجنب أي أنشطة بشرية في المناطق الزلزالية الحساسة، محذرين من أن الفالق الزلزالي الممتد بطول 1000 كيلومتر قد يتأثر بزلزال كبير يهدد شمال فلسطين ولبنان.
واختتم المختصون بالحثّ على فحص المباني المتضررة واتخاذ إجراءات وقائية للتقليل من مخاطر كارثية محتملة مستقبلاً.