جريمة شنيعة بحق طفل صغير هزت حلب
جريمة جديدة وقع صداها المؤلم على الشارع الحلبي تضاف إلى سلسلة جرائم قوات النظام والمليشيات المساندة له في هذه المدينة رغم سيطرته عليها أواخر العام الماضي، ففي يوم الأحد، 12 حزيران- 2017، وتحديدا في حي الموكامبو الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب حدثت الجريمة المروعة، حيث أقدم المدعوا “مرتضى عباس النجار” أحد عناصر مليشيا “قوات العشائر”وهي مليشيا تشبيحية تابعة لقوات النظام على اطلاق النار المباشر على الطفل أحمد جاويش البالغ من العمر 13 عاماً فقط لمجرد عرض بضاعته المتواضعة على ذاك العنصر القاتل، وهي عبارة عن علب صغيرة من المحارم التي يقوم ببيعها وعرضها بين السيارات والمارة بهدف جلب لقمة العيش لعائلته الفقيرة ذات الأب المقعد .
تلك الجريمة الشنيعة لاقت استنكارا واستهجانا واسعا لدى الشارع السوري بشقيه المؤيد والمعارض، ونشرت وسائل إعلامية عديدة موالية للنظام السوري تفاصيل الحادثة،ذاكرة إياها بعبارات مستهجنة داعية إلى محاسبة هذا العنصر المرتكب للجريمة وإنزال أشد العقوبات به منددة بتسلط تلك المليشيات وتزايد تجاوزاتها وانتشار جرائمها بشكل واسع دون أن تلاقي أي رادع .
وفي أول تصريح رسمي من قبل قوات النظام حول الحادثة قال “ﺣﺴﻴﻦ ﺩﻳﺎﺏ” ﻣﺤﺎﻓﻆ النظام في ﺣﻠﺐ : إن ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮﻭﻥ ﻭﻋﺎﺑﺜﻮﻥ ﺑﺄﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﺣﻤﺪ ﺟﺎﻭﻳﺶ ﻟﻦ ﺗﻤﺮ، ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺣﺘﻰ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ،
وأشار إلى أن البحث ﺟﺎﺭ عن المنفذين ﻭﺳﻴﺘﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ حسب زعمه .
من جانب آخر قال الناشط الإعلامي يحيى مايو لوكالة ثقة : إن حالة الفوضى التي عمت أرجاء مدينة حلب مابعد سيطرة الميليشيات الروسية والايرانية حالة مزرية للغاية، وقضية اغتيال الطفل أحمد جاويش تثير العجب من جرأة الأوساط الإعلامية التابعة للأسد بالتصريح والشكوى، منها أيضا جرأة محافظ حلب في إبداء إستيائه وهي حالة لاتدل إلا على فقدان سيطرة النظام على عصاباته إن كانت محلية أو أجنبية .
وأشار مايو إلى أن هذه الحادثة هي الحالة الطبيعية جداً في مناطق سيطرة الأسد طالما أن مكونات تلك الميليشيات المحلية يعلم القاصي والداني أصلها،
ونوه إلى أن الأيام الأولى لاندلاع الثورة تم استصدار عدة قرارات تحمل في طياتها العفو العام عن المجرمين وقطاع الطرق شريطة انتسابهم لقوى الدفاع المحلي والوطني، وأن الحالة الطبيعة لهؤلاء المجرمين أن يرتكبوا مثل هذه الفظائع طالما أن هناك غطاء حكومي يدعمهم وسلاح ينتشر بكثافة بين أيديهم ولا جرأة لأحد على محاسبتهم ،
يذكر أن مدينة حلب تشهد حالات من الفوضى والفلتان الأمني بسبب هيمنة عناصر الشبيحة والميليشيات على المدينة، وقد حصلت العديد من حالات الاغتصاب والسرقة وقتل لمدنيين من قبل أولئك العناصر، بسبب إهمال حكومة النظام للمدينة وتركها رهينة بيد الشبيحة والميليشيات التي عاثت فيها فسادا.
الكاتب:ماجد عبد النور