حرب قذرة تستهدف رغيف الخبز السوري
بعد سنوات من الحرب القذرة التي تشنها روسيا و إيران حلفاء الأسد على الشعب السوري بكامل منظومته الفكرية و العقَدية و الاقتصادية، و حتى تركيبة المجتمع السوري لم تسلم من الاستهداف الممنهج لتفكيكها و السيطرة على حركة المجتمع وتوجيهه بالاتجاه الذي يصب في مصلحة دول الاحتلال المزدوج الذي استجلبه نظام البعث لبقاءه حاكم شكلي وصوري للبلاد في وجه ثورة السوريين و إرادتهم الحرة .
و قد لاحظنا مؤخراً و في موسم الحصاد شهدت غالبية المناطق الزراعية السورية بدءاً بالسلة الغذائية لسورية الجزيرة العربية مروراً بريف حلب الشرقي و الشمالي، وصولاً لريفي إدلب و حماة و سهل الغاب الخصب ؛ شهدت استهدافاً ممنهجاً للأراضي الزراعية و إحراق المئات بل آلاف الهكتارات الزراعية ، و قد تجاوزت هذه الحرائق الحالة الطبيعية في المناطق الساخنة التي تشهدها ساحات المعارك أو مناطق الاشتباكات مما يؤدي إلى الى احتراق بعض المحاصيل الزراعية إلى خطة مدروسة و ممنهجة بحرمان السوريين من لقمة العيش المغمسة بعرقهم و دمائهم ، والتضييق الاقتصادي على السوريين و الأهم جعل سوريا سوقاً لتصريف القمح الروسي، حيث استورد نظام الأسد أواخر العام الماضي ٢٠٠ ألف طن من القمح الروسي في صفقة تجاوزت 50 مليون دولار بسعر زصل 255 دولار للطن .
آمال السوريون بخير وفير مع ارتفاع نسبة هطول الأمطار لهذا العام ، تحولت إلى رماد و عصف تذروه الرياح بفعل قذائف الحقد الأسدية التي تستهدف لقمة عيشهم كما تستهدف أجسادهم و أرواحهم و وجودهم ، و يندرج هذا الاستهداف لقوت الناس و خاصة في الشمال السوري ضمن الحرب الشاملة التي تشنها طائفة الأسد مع حلفائها على السوريين في استهداف البشر و الحجر و الشجر ، انتقام الأسد و حلفائه من القمح و التين و الزيتون..
يأتي بعد أن كسرت إرادة السوريين مخالب الذئاب و الطراميح التي باتت تفتك و توغل بأجساد السوريين، و خصوصاً بعد ما سطّره الثوار في المعارك الأخيرة على جبهات ريفي ادلب و حماة و تحطم جبروت الآلة العسكرية الروسية التي تصب حمم نيرانها في محاولة منها للإسراع بحسم عسكري في الشمال لم ولن ينالو منه سوى الخيبة و الخذلان بإذن الله تعالى.
بقلم: عبد الكريم ليلى