دوافع وأسباب تشكيل الفيلق الخامس لقوات الأسد
دوافع وأسباب تشكيل الفيلق الخامس لقوات الأسد
نشر معهد أتلانتك الأمريكي تقريرا حللت فيه دوافع وأسباب تشكيل قوات الأسد “الفيلق الخامس”، الذي أُعلن عنه في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد عملية الإستيلاء على مدينة حلب شمال سوريا.
وتهدف قوات الأسد من هذا التشكيل تجنيد المدنيين الذين خرجوا من القسم الشرقي الذي كان تحت سيطرة الثوار، من عمر ال١٨ إلى ٥٠ سنة، إضافة إلى الموظفين والمنشقين.
وقال الباحث عبد الرحمن المصري، في مقال تحليلي نشره المعهد، إن الفيلق يجند براتب شهري، مع “تسوية أوضاع” للمنشقين سابقا عن الجيش، بينما سينضم المتطوعون من موظفي الدولة للعمل بعقود سنوية، وسيستمرون باستلام رواتبهم، بالإضافة لراتب “الفيلق الخامس”.
واكد المصري إن تشكيل الفيلق يعكس الحالة المعقدة لوضع “النظام السوري”، موضحا أن النظام يحاول حل مشكلتين رئيسيتين بتشكيله: “قلة القوة البشرية بالمقارنة مع المليشيات الموالية للنظام، والحاجة لمأسسة القوات الرديفة ضمن الجيش السوري”.
وأشار المصري إن التدخل الروسي أنقذ النظام، واستطاع قلب الموازين لصالحه، بعد أن كان يواجه عجزا كبيرا في القوة البشرية، وهو ما اعترف به رئيس النظام السوري “بشار الأسد” في تموز/ يوليو 2015.
واستخدم النظام كل ما يملكه لحشد مجندين جدد. فبجانب الراتب غير المسبوق، الذي يمثل عرضا كبيرا للشباب السوري الذي يعاني من البطالة، فإن النظام يستخدم دعوات دينية لتعزيز التجنيد.
وأمرت وزارة الأوقاف أئمة المساجد في مناطق النظام بحثّ الشباب على الانضمام إلى الفيلق الخامس. ففي 20 كانون الأول/ ديسمبر، حث إمام المسجد الأموي في دمشق، في خطبة جمعة متلفزة، الشباب السوريين على الانضمام للفيلق الخامس.
كما وضعت مناشير تحث على الانضمام للفيلق في أكياس الخبز المدعوم من النظام. وتم عرض إعلانات متلفزة أو مطبوعة، ما يشير إلى أن النظام لا يحتاج مزيدا من المجندين، ولكن مجندين سوريين تحديدا.
ويشار إلى أنه قبل الثورة السورية، كان الجيش السوري مكونا مما يقارب الـ300 ألف عنصر، مشكّلا بشكل رئيسي من الذين يؤدون الخدمة الإجبارية. وحتى تشرين الأول/ أكتوبر 2015، كان عدد أفراده يقدر بما بين 80 ألفا و100 ألف عنصر.
ويرجع سبب هذا التراجع الكبير إلى الانشقاقات الجماعية، وعدد القتلى الكبير، والفرار من الخدمة الإلزامية. وبهذه الأرقام، لا يستطيع النظام الاستمرار في الحرب دون دعم المليشيات المحلية والأجنبية، بالإضافات للاستشارات العسكرية من إيران وروسيا.