إيران تحذّر مواطنيها من السفر إلى سورياما الخطوات التي تتبعها وزارة الدفاع السورية لتوحيد الفصائل العسكرية؟أردوغان يؤكد انتصار المقاومة بغزة وفشل مشروع تقسيم سورياالشرع يلتقي كريم خان.. هل تدق الجنائية الدولية آخر مسمار في نعش نظام الأسد البائد؟طلاء جدران أحد السجون.. عمل ممنهج لطمس جرائم الأسد فماهي القصة؟أحمد الشرع يلتقي الملياردير السوري وفيق سعيد.. من هو؟ما الذي جرى في ريف القرداحة؟وزير النفط السوري: سنبدأ التنقيب عن النفط والغاز في مناطق جديدة خلال أقل من شهراستقالة مصطفى كواية بعد أيام من انتخابه رئيسًامواقف الفنانين السوريين بين الولاء للنظام وتغيير المسار بعد انتصار الثورةارتفاع حاد في الرسوم الجمركية عبر المعابر السوريةمرتضى منصور يهاجم الإعلاميين المصريين بسبب موقفهم من القيادة السوريةجنرال إيراني يتهم روسيا بالتقصير في دعم الأسد وتسهيل الهجمات الإسرائيليةاجتماع أوروبي أميركي في روما حول الوضع في سوريا“أجاك الدور يا دكتاتور” يتصدر مواقع التواصل في مصر بعد انتصار الثورة السورية

رامي مخلوف.. هذه هويتي

رامي مخلوف.. هذه هويتي

الباحث السوري \ أحمد أبازيد

قبل الثورة كان هناك نشاطات لتحريك الاهتمام بالشأن العام، ولو لم تكن ضمن النشاط السياسي المباشر، من بينها كان حملة مقاطعة السيرياتيل على الفيسبوك
وفي اليوم الأول من مظاهرات درعا 18-3 كانت الهتافات ضد رامي مخلوف، ثم الهجوم الرمزي على فرع سيرياتيل في درعا المحطة 20-3، كرمز للسلطة الفاسدة ومركب الثراء والفساد والطائفية والقمع الذي تمثله، وخلال الأيام اللاحقة مع اقتحام الجامع العمري 23-3 ثم اقتحام درعا 25-4 ساهم رامي مخلوف بقطع الاتصالات عن درعا ومحاولة مراقبة الهواتف ومنع الوصول إلى الانترنت والسوشال ميديا.

كان الظهور الأول لرامي مخلوف بعد ذلك في مقابلة قال فيها إن أمن نظام الأسد هو من أمن إسرائيل، كأول رسالة صريحة من النظام في تطمين إسرائيل وتخويفها من بديل ديمقراطي في سوريا، لاحقاً رعى رامي مخلوف عبر جمعية البستان الميليشيات الأولى للشبيحة، وكان الغطاء المالي لتمويل الميليشيات وإمدادها لوجستياً وتامين معونات لعوائهم المقاتلين والقتلى، ومثلت الجمعية الغطاء “المدني” الأكبر للنشاط الميليشياوي الرديف للنظام، على مستوى اللجان الشعبية ثم قوات الدفاع الوطني.

في عهد الأسد الأب كان هناك صعود مشابه لطبقة رجال أعمال جدد مع تصدي الأسد لانتفاضة الثمانين، وبناء تحالف مع طبقة من التجار والمشايخ السنة في دمشق وحلب، اغتنت لاحقاً ع
كان رامي مخلوف ضمن طبقة رجال الأعمال الشباب التي صعدت مع توريث الأسد الابن، والتي مثلت مزيج التسلطية الليبرالية وتحالف عوائل الحكم وتوريث الطائفية، والتي اغتنت عبر صفقات ” التحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي” الذي ظهر عملياً كتقاسم مزرعة بشكل فج كان مستتراً ومراعياً أكثر للاقتصاد التقليدي في عهد الأسد الأب.
بل ذلكلى حساب طبقة تقليدية أقدم من التجار ورجال الأعمال من البورجوازية التقليدية.

وبعد ال 2011 ظهرت طبقة أخرى من رجال الأعمال المغتنين عبر اقتصاد الحرب والميليشيات، مثل آل القاطرجي وسامر فوز وغيرهم، صفقات نقل المقاتلين والميليشيات المحلية والأجنبية، وعقود النفط وحواجز المناطق المحاصرة ونهب المناطق المهجرة … الخ، وهي الطبقة التي أشار إليها رامي مخلوف منزعجاً من صعودها على حسابه هو كممثل لطبقة رجال أعمال ما بعد ال 2000 ومصالح الحناج الطائفي لعائلة مخلوف ومن استثمر معهم، وهو نفسه كان قد حلّ سابقاً محلّ طبقة رجال أعمال سبقته.
ما بعد 2020 وقانون قيصر يبدو أن طبقة رجال أعمال ما بعد 2011 أيضاً سيتم استبدالها وحلول استثمارات ومجموعات جديدة من طفيليات السلطة أو الأموال الأجنبية التي ستصبح إمداداً عزيزاً مع انهيارات الاقتصاد الأكبر.

الحجز على أموال مخلوف وظهوره كمتمرد على قرارات النظام لا شك أنه مظهر لصراع داخل عوائل وأجنحة النظام التقليدية، وإن كان حجم تأثيره على النظام مختلفاً فيه، ويمثل انطواء مرحلة وطبقة.

ولكن الأهمّ والأكثر رمزيةً في الموضوع، هو أنه بعد تسع سنوات من الثورة، لم يجد رامي مخلوف -بكل ما يمثله من واجهة لتسلط النظام وفساده وطائفيته وميليشياته- إلا وسائل الثورة نفسها في الاعتراض، مستخدماً خطابها وكلماتها وشعاراتها نفسها، ظهر كناشط على السوشال ميديا يخاطب الناس مباشرة على الفضاء الافتراضي يشكو أجهزة الامن وفساد الحكومة وتعديها على الحريات والأموال وكرامة المواطن واستعمالها الظلم والتهديد والفساد.

الثورات العظيمة تحكم عقول أعدائها وتصبح الموجه لهم والنموذج القيمي الذي يحتكم إليه الجميع، هذا علامة انتصارها الأكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى