“ردع العدوان” تدخل حماة وتُسقط أكبر معاقل النظام
أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” اليوم، تحقيق انتصارات ميدانية جديدة في إطار اليوم التاسع من عملية “ردع العدوان”، مع تحرير مواقع استراتيجية في محافظة حماة، مما ينبئ بتحولات جذرية في مسار الثورة السورية.
وكان أبرز تلك الانتصارات السيطرة على “جبل زين العابدين”، أحد أهم القلاع العسكرية للنظام، ودخول “سجن حماة المركزي” وإطلاق سراح مئات المعتقلين.
ويمثل جبل زين العابدين موقعًا استراتيجيًا عالي التحصين، استخدمه النظام كنقطة ارتكاز لشن عمليات عسكرية ضد المناطق المحررة.
وبارتفاع يبلغ 620 مترًا، كان الجبل مركزًا للميليشيات الإيرانية وقوات النظام، ويحتوي على غرفة عمليات ضخمة ومهبط للطائرات، وبتحريره، تمكنت الفصائل من تأمين تحكم ناري في مناطق واسعة حول مدينة حماة.
ووفق مراسلي وكالة ثقة، فإن المعارك العنيفة تواصل على عدة جبهات حول مدينة حماة، أبرزها بلدة قمحانة التي تُعتبر خط الدفاع الأول للنظام.
ورغم التحصينات الكبيرة فيها، نجحت الفصائل في التقدم، وسط انهيارات متتالية في صفوف النظام.
كما خاض مقاتلو “إدارة العمليات العسكرية” معارك شوارع شرسة داخل أحياء المدينة الشرقية، مع تحرير مناطق مثل سوق الغنم وعين اللباد.
هذا وشهد مطار حماة العسكري تحركات مكثفة لطائرات النظام الحربية والمروحية، لكن الفصائل تمكنت من إسقاط مروحية وإصابة أخرى أثناء محاولتهما قصف مناطق الاشتباك، كما تم استهداف تجمعات عسكرية للنظام بمسيرات “شاهين”، التي لعبت دورًا حاسمًا في تغيير موازين القوة.
ويمثل تحرير مدينة حماة، للمرة الأولى منذ أكثر من ٥٠ عامًا، تحولاً تاريخيًا للثورة السورية. فمنذ عام ٢٠١١، لم تتمكن الفصائل من الوصول إلى مواقع مثل جبل زين العابدين وبلدة قمحانة بسبب تحصيناتها الكبيرة.
والآن، ومع تقدم الفصائل على مشارف المدينة، بات النظام أمام تحدٍ كبير قد يفضي إلى انهيار خطوطه الدفاعية بالكامل.
ويشبه المشهد الحالي ما حدث في حلب عام ٢٠١٦، مع فارق أن الفصائل أظهرت تفوقًا في إدارة المعركة عسكريًا وسياسيًا، ففي حين يركز النظام على استهداف المدنيين، تتجنب الفصائل أي تصعيد يضر بالمجتمع المحلي، مع وعود بحماية الأقليات وتجنب استخدام المدنيين كدروع بشرية.
يشار إلى أن عملية “ردع العدوان” ليست مجرد معركة عسكرية، بل خطوة نحو إعادة الأمل للمدنيين المهجرين بتحرير مناطقهم وإعادة روح الثورة.
وبينما يستمر النظام في محاولة الصمود، فإن الانتصارات المتتالية للفصائل تعيد رسم خارطة السيطرة، وتؤكد أن نهاية النظام باتت أقرب من أي وقت مضى.