زارت دمشق سراً والتقت الأسد.. هل تُعيد غابارد ملف الصحفي أوستن تايس إلى طاولة التفاوض؟
أعاد ترشيح دونالد ترامب لتولسي غابارد، المعروفة بمواقفها المثيرة للجدل تجاه النظام السوري، إلى الأذهان ملف الصحفي الأمريكي أوستن تايس المحتجز في سوريا منذ عام 2012، وطرح تساؤلاً حول امكانية دفع غابارد، في حال توليها منصب مديرة الاستخبارات الوطنية، باتجاه فتح قنوات جديدة للتفاوض مع دمشق، لا سيما مع تاريخها المعروف في دعم الحوار مع الرئيس بشار الأسد وتجنب وصفه بالخصم للولايات المتحدة؟
وعرفت تولسي غابارد، التي كانت عضواً في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية هاواي، بمواقفها الداعية إلى الحوار مع النظام السوري، وهو موقف نادر بين السياسيين الأمريكيين، فعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي واجهتها بسبب هذه الآراء، دافعت غابارد عن أهمية الحوار لتحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة، مؤكدة أن “العدو الحقيقي” في سوريا هو التنظيمات الإرهابية، وليس النظام السوري.
وكانت قد زارت غابارد دمشق سراً في عام 2017، والتقت برأس النظام السوري “بشار الأسد”، وأثارت وقتها جدلاً واسعاً بقولها إنه “لا يمكن تحقيق السلام دون حوار مع الأسد”.
مراقبون رؤوا أن هذا الموقف المختلف يتماشى، إلى حد ما، مع سياسات إدارة ترامب الأولى التي حاولت عبر قنوات استخباراتية فتح خطوط اتصال مع النظام السوري لحل ملف الصحفي الأمريكي أوستن تايس، والذي كان يعمل في سوريا قبل أن يُفقد في 2012.
ففي عام 2018، أرسل ترامب وفداً استخباراتياً إلى سوريا للقاء رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، بهدف التفاوض على إطلاق سراح تايس، إلا أن الجهود توقفت بعد وضع النظام السوري شروطا اعتبرتها الإدارة الأمريكية آنذاك غير مقبولة.
وتضمنت الشروط وقتها، وفقًا لمصادر متعددة، انسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق السورية، ورفع العقوبات الاقتصادية، ووقف الدعم العسكري لبعض فصائل المعارضة، غير أن المفاوضات لم تسفر عن نتيجة، وظل ملف تايس عالقا منذ ذلك الحين، دون أي تقدم يذكر.
ومع ترشيح غابارد لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، يُتوقع أن تعيد هذه القضية إلى دائرة الاهتمام، خاصة أنها لا تزال تحمل أفكاراً تعتبر “جريئة” في ظل الموقف الأمريكي العام تجاه النظام السوري، فربما ترى غابارد أن منصبها الجديد سيمنحها فرصة للدفع بملف تايس عبر مسار تفاوضي جديد، مستفيدة من تاريخها في الملف السوري وقناعاتها بأهمية التواصل مع الأسد.
يُذكر أن غابارد طالبت مراراً بضرورة وقف دعم الولايات المتحدة للجماعات المسلحة في سوريا، وهو موقف قد يساعدها في بناء جسر تفاوضي مع دمشق إذا تولت المنصب.
على الجانب الآخر، ليس من الواضح إن كان النهج الذي قد تتبعه غابارد في حال توليها منصب مديرة الاستخبارات الوطنية سيتوافق مع السياسة الأمريكية الحالية، والتي تضع نظام الأسد تحت ضغوط شديدة عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مكثفة، إلا أن القناعة السائدة بين بعض المحللين الأمريكيين هي أن أي تفاوض محتمل مع دمشق قد يكون بحاجة إلى شخصية بمواقف غابارد لتخطي العقبات الراهنة.
وفي حال تمكنت غابارد من إقناع واشنطن بإعادة فتح قنوات اتصال مع دمشق، فقد تشهد المرحلة المقبلة جولة جديدة من المفاوضات بشأن تايس، خاصة إذا ارتأت الإدارة الأمريكية أن هذا الملف يستحق محاولة جديدة للتسوية، بعيداً عن السياسة التقليدية في عزل النظام السوري.