سقوط الأسد يُشعل خلافات حادة داخل الحرس الثوري الإيراني
كشفت تقارير صحفية عن حالة من الانقسام والغضب داخل صفوف الحرس الثوري الإيراني، مع تبادل الاتهامات بين القادة العسكريين بشأن انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان يُعتبر لعقد من الزمن الركيزة الأساسية لنفوذ طهران في سوريا.
ونقلت صحيفة التلغراف عن مصادر داخلية أن قادة الحرس الثوري يعيشون أجواء مشحونة، وصفها أحد المسؤولين بأنها “ساحة من الفوضى”، حيث يوجه الجميع أصابع الاتهام للآخر بسبب الفشل في الحفاظ على نفوذ إيران في سوريا.
وقال أحد المسؤولين: “الأجواء أشبه بتبادل اللكمات والصراخ وتحطيم الأثاث، دون أن يتحمل أي طرف المسؤولية عمّا حدث”.
وشكلت الثورة السورية تحديًا استراتيجيًا لإيران، حيث اعتمدت طهران على نظام الأسد كجسر لإيصال الدعم لحزب الله اللبناني، الذراع الأبرز لها في المنطقة. إلا أن سقوط نظام الأسد جاء بمثابة ضربة قاسية لمشروع إيران الإقليمي المعروف بـ”محور المقاومة”، الذي أسسه المرشد الأعلى علي خامنئي.
وعلى مدى السنوات الماضية، أنفقت إيران مليارات الدولارات، وأرسلت الآلاف من جنود الحرس الثوري ومستشاريه لدعم نظام الأسد في مواجهة الثورة، ومع ذلك، فإن الفشل في مواجهة التحديات الأخيرة أدى إلى انهيار النظام، مخلفًا إيران في مأزق استراتيجي كبير.
ومن بين القادة الذين يواجهون انتقادات شديدة داخل الحرس الثوري، العميد إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، الذي يتهمه البعض بعدم الكفاءة في إدارة الملف السوري بعد اغتيال سلفه قاسم سليماني.
ووفقًا للتقارير، هناك دعوات متزايدة داخل الحرس الثوري تطالب بإقالته من منصبه.
وقال مصدر مقرب من الحرس الثوري: “لا أحد يجرؤ على مواجهة قاآني بشكل مباشر، ولكن هناك إجماع على تحميله مسؤولية السماح بانهيار نظام الأسد. إنه يواجه أزمة داخلية عميقة تهدد مكانته”.
وتعني سقوط نظام الأسد، بالنسبة لإيران، فقدان أحد أهم حلفائها الإقليميين وخسارة موقع استراتيجي يمكّنها من إيصال الدعم لحزب الله في لبنان.
وأكدت مصادر أن الحرس الثوري الإيراني يواجه صعوبة في وضع خطة للتعامل مع هذا المأزق، حيث تركز الاجتماعات الداخلية الآن على محاولة فهم أبعاد الخسارة ومدى تأثيرها على النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال مسؤول في الحرس الثوري: “لا يتعلق الأمر فقط بالأسلحة أو المال، بل بكيفية إعادة بناء النفوذ في منطقة لم نعد نملك فيها أي ثقل استراتيجي. هناك شعور عميق بالخسارة والإحباط”.
وبينما تتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على طهران، يبدو أن الحرس الثوري يواجه واحدة من أعقد أزماته منذ تأسيسه، مع غياب رؤية واضحة لمستقبل نفوذه في الشرق الأوسط.