شادي حلوة ورفاقه.. تملق مستمر أم تكيف مع الواقع الجديد؟
بعد سقوط نظام الأسد، برزت على السطح ظاهرة تحولات مواقف داعمي النظام السابق بشكل لافت، إذ بدأت شخصيات إعلامية وفنية بارزة، كانت لسنوات من أشد المدافعين عن النظام السوري، بتغيير مواقفها وإظهار دعمها لـ”سوريا الجديدة”.
لكن هذه التحولات السريعة أثارت استياء السوريين الذين اعتبروها تجسيدًا لثقافة الانتهازية والتملق التي ميزت حقبة النظام السابق.
وفي مقطع فيديو ظهر المغني حسام جنيد، المعروف بولائه المطلق للنظام، يؤدي موالاً شعبيًا يتغزل فيه بزعيم “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).
هذا المقطع الذي جاء بعد أيام قليلة من سقوط النظام، لقي استهجانًا واسعًا بين السوريين، خاصة أنه كان سابقًا من أبرز المطبلين للأسد عبر أغاني تمجّد الجيش السوري وتبرر انتهاكاته بحق الشعب.
ولم يكن جنيد الوحيد، إذ انضم إليه الإعلامي شادي حلوة الذي نشر مقطعًا مصورًا يعتذر فيه للسوريين عن دعمه للنظام السابق، واصفًا نفسه بأنه كان “مخدوعًا”.
كما أعلنت الإعلامية كنانة علوش دعمها للثورة السورية بعد سنوات من العمل الإعلامي المؤيد للنظام، وكتبت منشورًا على صفحتها يشير إلى دعمها لـ”سوريا الحرة”.
هذه التحولات المفاجئة أثارت موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
رأى الناشطون أن هذه الشخصيات، التي ساهمت لعقود في تلميع صورة النظام وتبرير انتهاكاته، لا يمكنها اليوم التنصل من مسؤولياتها تجاه ما حدث.
واعتبر البعض أن هذه التصرفات هي امتداد لثقافة التملق والانتهازية التي رسخها النظام السابق، حيث يسعى المتملقون للتكيف مع أي تغييرات سياسية لضمان بقائهم في الواجهة.
في المقابل، دعا ناشطون إلى محاسبة هذه الشخصيات على مواقفها السابقة، مشيرين إلى أن مجرد الاعتذار أو تبديل المواقف لا يكفي لتعويض الآثار التي خلفتها سنوات من التطبيل والترويج للنظام.
وشددوا على ضرورة التمييز بين المصالحة الوطنية الحقيقية والانتهازية التي تهدف فقط للحفاظ على المكاسب الشخصية.
هذه الظاهرة ليست جديدة على المجتمع السوري، فعلى مدى عقود، استغل النظام السوري السابق الولاءات المطلقة لضمان بقائه في السلطة، واليوم، بعد سقوطه، يبدو أن هذه الثقافة لم تتغير، بل وجدت طريقًا للتأقلم مع الوضع الجديد.
ويطالب السوريون، الذين عاشوا سنوات من القمع والانتهاكات، بأن تكون سوريا الجديدة خالية من هذه الثقافة التي كرست الاستبداد، وبينما يحتفلون بالتحرر من حقبة الأسد، يدركون أن الطريق نحو بناء مجتمع ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة يبدأ بمحاسبة كل من ساهم في ترسيخ القمع، سواء بالولاء الأعمى أو بالصمت المريب.
ويجمع الكثيرون أن التغيير الحقيقي في سوريا لن يتحقق بمجرد تبديل الوجوه، بل بإنهاء ثقافة التملق والانتهازية التي عانى منها السوريون لعقود طويلة، وبقدر ما يمثل سقوط النظام نقطة تحول كبرى، فإن التحدي الأكبر يكمن في بناء وعي مجتمعي يرفض أي عودة لهذه الممارسات، لضمان مستقبل أفضل لجميع السوريين.