صور | العثور على مقبرة جماعية تضم مئات الجثث في حلب
أفادت وزارة الداخلية السورية، اليوم الاثنين، عن اكتشاف مقبرة جماعية في مدينة حلب تضم مئات الجثث مجهولة الهوية، بعد بلاغ قدمه أحد السكان إلى قيادة الشرطة في المدينة.
ووفقًا للمصادر الرسمية، توجه العميد أحمد لطوف، قائد شرطة محافظة حلب، برفقة فرق الدفاع المدني إلى الموقع للتحقق من البلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبحسب التفاصيل الأولية، فإن الجثث المكتشفة تعود لفترات زمنية مختلفة، ما يجعل من الصعب تحديد ملابسات الوفيات بدقة.
وأكدت الوزارة أنه سيتم استخدام فحوصات الحمض النووي (DNA) في محاولة لتحديد هوية الضحايا، وهو إجراء يستغرق وقتًا طويلاً نظرًا لعدد الجثث الكبير والحالة التي وُجدت عليها.
وشهد الموقع، الذي لم يتم الإفصاح عن تفاصيله حتى الآن لدواعٍ أمنية، استنفارًا كبيرًا للفرق المختصة التي بدأت عملية استخراج الجثث بعناية لتجنب أي تلف إضافي قد يعوق التحقيق، كما تم إرسال عينات أولية إلى المخابر الجنائية لتحليلها، وسط توقعات بأن العملية ستستمر لعدة أيام نظرًا لحجم الاكتشاف.
بدورها، أشارت مصادر محلية إلى أن المنطقة التي تم العثور فيها على المقبرة كانت قد تخضع لسيطرة النظام السوري، ما يثير تساؤلات حول هوية الضحايا وما إذا كانوا مدنيين.
كما رجحت تقارير أن بعض الضحايا قد يكونون من المفقودين الذين تم الإبلاغ عن اختفائهم خلال فترات الثورة السورية.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقتٍ حساس، حيث تسعى الجهات الحقوقية المحلية والدولية لتوثيق الانتهاكات التي شهدتها البلاد خلال سنوات الحرب.
وفي هذا السياق، دعت منظمات حقوقية إلى ضمان الشفافية في التحقيقات والعمل على إشراك فرق دولية لتوثيق الأدلة والحفاظ عليها.
هذا وأثار الحدث موجة من الصدمة والحزن في أوساط أهالي المدينة، حيث يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه المقبرة ستكشف مصير أقربائهم الذين فقدوا خلال السنوات الماضية.
ومع بدء التحقيقات، يترقب الشارع الحلبي ما ستسفر عنه النتائج، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم إذا ثبت تورط أي جهة.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام أسئلة جديدة حول حجم المآسي التي شهدتها سوريا خلال العقد الماضي، ويعيد إلى الواجهة ضرورة تكثيف الجهود للكشف عن مصير آلاف المفقودين والمختفين قسرًا.