جعجع: 40% من السوريين في لبنان “لاجئون غير شرعيين”فجر الجمعة… قصف إسرائيلي يطال مواقع النظامإسرائيل أجّلت استهداف إيران.. طهران استعدت في سوريامأساة في دمشق: وفاة 4 أشخاص من أبناء الحسكة في جريمة قتل مروعةبرشلونة يواجه مشكلات عقب الخروج من دوري الأبطالالعفو الدولية” توثق انتهاكات بحق محتجزين شمال شرق سورياأمريكا وأوروبا تدرسان فرض المزيد من العقوبات ضد إيرانبغالبية ساحقة.. النواب الأمريكي يقرّ مشروع قانون “الكبتاجون 2”“الإدارة الذاتية” تستقبل أول دفعة لاجئين سوريين مرحلين من العراق40 عامًا مضيفًا للحجاج.. وفاة السوري إسماعيل الزعيمالأوقاف السورية تنهي إجراءات تسجيل الحجاج لموسم 2024أمريكا تتوقع هجومًا إسرائيليًا ضد إيران في سورياخمسة مصابين إثر هجوم بمسيّرة انتحارية لقوات النظام غربي حلبإسرائيل تؤكد أن الهجوم الإيراني لن يمر دون ردالسويد تبدأ محاكمة عميد سابق في “الجيش السوري”

قصة احد الاشخاص الذي قضى في سجون الاحزاب الانفصالية

لم يكن يعلم محمود المحمد أن لحيته القصيرة ستكون وبالاً عليه، وأن الإنتماء لجغرافيا معينة على الأرض السورية سيكون تهمة كبيرة ستودي به غياهب السجون لفترة طويلة ،
يقول محمود داخل معصرة زيتون قديمة في منطقة راجو التابعة لمدينة عفرين كنت ومئات البشر نقبع في سجن مخيف مظلم تشرف عليه وحدات الحماية الكردية ypg يُطلقون على تلك المعصرة اسم “السجن الأسود” كان البرد قارس والتدفئة معدومة، تتساقط حبات المطر على رؤوسنا من أسطح السجن المهترئة فتزيد الأمر قساوة والجسد تعذيبا .
يروي محمود أنه خضع لتحقيق مكثف والتهمة انتماءه للريف الشمالي وهي تهمة جديدة لم يسمع بها السورييون من قبل كما قال محمود، إضافة إلى تهمة أخرى كان يعتقد محمود أنها حكر على أفرع مخابرات نظام الأسد وهي المشاركة بالثورة السورية ، تحت ضغط التعذيب الجسدي والنفسي والقهر والإذلال اضطر محمود للإعتراف بمشاركته في الثورة المطالبة بإسقاط الأسد .

يصف محمود معاملة السجانين والقضاة والمحققين مع السجناء بالفوقية والتكبر لايُنادى على السجين باسمه إنما بكلمات استفزازية يصفون فيها السجناء بالبقر والإرهاب ورعاة الغنم بطريقة استفزازية واستهزاء متواصل على مدار الساعة وكأنهم من طبقة الملوك والسجناء من العبيد كما يقول

روى لي محمود قصة طفل اسمه “يوسف جمال الأحمد” واحد من عشرات الأطفال الذين التقى بهم محمود في السجن، يوسف معتقل منذ ثلاث سنوات حينما كان يبلغ من العمر أحد عشر عاما، والتهمة انتماؤه لجبهة النصرة، حُكم على يوسف بالسجن لمدة خمس سنوات كان يبكي في زاوية السجن وصوت الطفولة ملازم لدمعات البراءة لايتكلم مع أحد ولايجالس أحد،

لم تكن قصة يوسف وحدها هي ما بقي عالقا من قساوة السجن وظلامه في مخيلة محمود، حدثني أيضا عن رجل سبعيني ألقت القوات الكرية القبض عليه في حي الشيخ خضر بحلب بعد سقوط المدينة، تم جلبه إلى سجن عفرين بتهمة انتمائه للجيش الحر، ليست القصة هنا إنما القصة أن ذاك الرجل السبعيني مقعدمصاب بشلل نصفي لايستطيع الحركة، كانوا يستهزؤن به وبعمره، خضع لسجن وتحقيق استمر أربعة أشهر ثم أُخلي سبيله علمنا فيما بعد أنه توفي بعيد خروجه من السجن بأيام قليلة في قرى مدينة اعزاز.

تحدث محمود عن سجون مخفية كانوا يهددونهم بها من بينها سجن “المغارة” وهو عبارة عن نفق كبير في إحدى تلال عفرين، يقول محمود إنه من أسوأ السجون وأكثرها إجراما، من جملة مايرويه عن فظائعه أن فيه حمام واحد لكل السجناء ( تواليت ) يسمح بالخروج مرة واحدة، حيث يقف السجان على باب الحمام، ويبدأ بالعد إلى الخمسة متقصدا السرعة، مع لفظه رقم خمسة يجب أن يكون السجين خارج الحمام سواء انتهى أم لم ينتهي أغتسل أم لم يغتسل، يصفه محمود بأنه إذلال وقهر واستهزاء واستهتار بالروح البشرية هي سمة تلك السجون وأولئك السجانين الذين وصفهم بالظلمة وبأنهم نسخة ثانية عن سجون الأسد

خرج محمود من السجن أوخر الشهر الماضي بعد اعتقال دام لسنة تقريبا، يقيم اليوم محمود مع عائلته في ريف حلب الغربي ويتمنى أن يخرج جميع أصدقائه من السجن وناشد الفصائل العسكرية بالتحرك الفوري لإنقاذهم نظرا للظروف القاهرة التي يمرون بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى