كيف سيواجه سكان إدلب الشتاء مع وصول سعر طن قشر الفستق إلى 150 دولاراً؟
في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعاني منها سكان إدلب شمال غربي سوريا، يتحضر الأهالي لفصل الشتاء بوسائل بديلة للتدفئة مثل الحطب وقشر الفستق و”البيرين”.
ومع تراجع دخل الأسر وعدم قدرتها على تحمل تكاليف التدفئة التقليدية، تشكل هذه البدائل خياراً وحيداً للبقاء دافئين وسط شتاء قارس، وعلى إثرها بدأ سكان مدينة إدلب بالبحث عن حلول بديلة للتدفئة مع اقتراب الشتاء، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الوقود والحطب بشكل غير مسبوق.
يقول محمد الأحمد، أحد سكان المدينة، لوكالة ثقة، إن الأجور اليومية للعمال لا تتجاوز 100 ليرة تركية (ما يعادل 3 دولارات)، مما يجعله غير قادر على شراء الوقود، ولذلك اضطررت للبحث عن بدائل أقل تكلفة، مثل قشر الفستق الذي استخدمته العام الماضي.
بدورها، تواجه أم خالد، وهي أم لثلاثة أطفال، نفس التحدي، إذ تقول أم خالد لوكالة ثق، إنها بالكاد استطاعت تأمين نصف طن من “البيرين” لتدفئة منزلها، لكنها تشعر بالقلق من عدم كفاية الكمية لفصل الشتاء بأكمله.
و”البيرين” هي مادة يتم استخراجها من بقايا الزيتون بعد عصره، وتستخدمها الكثير من العائلات كبديل عن الحطب والمازوت.
ورغم أن أسعار الحطب وقشر الفستق شهدت انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالعام الماضي، إلا أن العديد من السكان ما زالوا غير قادرين على شرائها بكميات كافية.
ويبلغ سعر طن الحطب حاليا 170 دولارا أمريكيا، في حين يبلغ سعر طن قشر الفستق 150 دولارا، حيث يقول عبد الله الحسن، الذي يعمل في البناء، لوكالة ثقة، إنه اضطر إلى تعديل مدفأته لتعمل على قشر الفستق بدلاً من المازوت بسبب غلاء الأسعار، مشيراً أن المدفأة أصبحت قديمة، ولم أعد أستطيع تحمل تكاليف المازوت”.
وفي السياق، تقول سلمى يوسف، وهي نازحة من ريف حلب، إن شراء كميات كافية من مواد التدفئة أصبح أمراً صعباً، مما ستضطر هذا الشتاء لشراء القليل يومياً وفقاً لما يتوفر.
وأضافت: “الشراء اليومي لا يوفر لنا التدفئة المستمرة، ويزيد من التكاليف على المدى الطويل”.
وفي السياق، يؤكد أحمد خالد، المقيم في إحدى المخيمات القريبة من إدلب، على أن بعض العائلات تلجأ إلى حرق مواد غير صحية مثل البلاستيك والأحذية القديمة للتدفئة، قائلاً: “نعلم أنها مواد خطيرة وتسبب أمراضاً، لكن ليس لدينا خيار آخر”.
وبحسب مراسل وكالة ثقة، فإن الاعتماد على وسائل التدفئة غير التقليدية مثل قشر الفستق و”البيرين” يتزايد في إدلب، في وقت يشهد فيه شمال غربي سوريا حالة من الفقر المدقع، منوّهاً أن العديد من العائلات تجد نفسها عالقة بين خيارات صعبة، إما التجمّد من البرد أو المخاطرة باستخدام مواد رخيصة ولكن مضرة بالصحة والبيئة.
من جانبه، روى أحد متطوعي الإغاثة، فضل عدم كشف اسمه، لوكالة ثقة، أن المنظمات الإنسانية تحاول توزيع بعض المواد الأساسية مثل البطانيات، ولكنها نعلم أن هذا لن يكون كافياً لفصل الشتاء، ولذلك نحن نحتاج إلى حلول أكثر استدامة لضمان دفء العائلات بشكل آمن، ونأمل في تحقيق ذلك.
ومع دخول فصل الشتاء، تتصاعد المخاوف من وقوع المزيد من الكوارث الصحية والبيئية، خاصة في المخيمات التي تعاني من نقص في البنية التحتية، وفي الوقت الذي تسعى فيه العديد من الأسر إلى النجاة من برد الشتاء بموارد محدودة، تبقى الحاجة ملحة لتوفير حلول جذرية ومستدامة تحمي حياة الأهالي وتحسن أوضاعهم المعيشية في ظل هذه الظروف القاسية.