ما تفاصيل الانسحاب الروسي من سوريا؟
على الطريق الدولي بين اللاذقية ودمشق، رُصدت تحركات غير اعتيادية للجيش الروسي، حيث شوهدت أرتال من الدبابات تتجه من جنوب العاصمة نحو الساحل. هذه المشاهد أثارت تساؤلات عديدة حول حقيقة الانسحاب الروسي من سوريا، وسط تقارير إعلامية وتأكيدات مسؤولين سوريين عن تقليص وجود موسكو العسكري في البلاد.
صور الأقمار الاصطناعية التي التُقطت مؤخراً كشفت عن استعدادات لنقل معدات عسكرية ضخمة من قاعدة حميميم، حيث ظهرت طائرات شحن عملاقة من طراز أنتونوف إيه.إن-124 جاهزة للتحميل.
هذه التحركات زادت من التكهنات حول أسباب هذا الانسحاب وتداعياته المحتملة على المشهد السوري.
خلال لقاء خاص مع أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، أكد أن روسيا بدأت فعلياً بسحب قواتها من مواقع استراتيجية بعيدة عن الساحل، معتبراً أن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة تموضع موسكو ضمن استراتيجية جديدة.
الشرع أشار أيضاً إلى أن الروس فقدوا الثقة في نظام الأسد المتهالك بعد دعمه لسنوات طويلة، وأنهم الآن يتطلعون لإعادة تقييم وجودهم في سوريا.
من جهة أخرى، صرّح مسؤول في إدارة العمليات العسكرية أن بعض القوات الروسية غادرت إلى ليبيا، بينما تركزت الأوامر الروسية على إعادة التمركز في قاعدة حميميم، مع فتح قنوات تفاوضية مع الحكومة السورية حول طبيعة الوجود الروسي المستقبلي.
في الوقت ذاته، يرى مراقبون أن هذا الانسحاب الجزئي يعكس تغييراً في أولويات موسكو الاستراتيجية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والعسكرية التي تواجهها نتيجة للحرب في أوكرانيا.
ويظل الوجود الروسي في سوريا محط نقاش داخلي ودولي، مع تأكيد المعارضة السورية على أن الشعب السوري سيكون له الكلمة الفصل في تحديد مستقبل الاتفاقيات مع موسكو.
الكرملين بدوره نفى انسحاباً كاملاً، مؤكداً أن المناقشات مستمرة مع الجهات الحاكمة الجديدة في سوريا حول مستقبل القواعد الروسية، ما يعكس رغبة موسكو في الحفاظ على نفوذها الإقليمي، مع تجنب استنزاف مواردها في حرب طويلة الأمد.