36 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً في قصف إسرائيلي على مدينة تدمرإدلب في مواجهة أزمة القمح.. استهلاك يفوق الإنتاج بثلاثة أضعافأردوغان: تركيا مستعدة إذا قررت أمريكا الانسحاب من سورياقطر تقدم دعماً إنسانياً بقيمة 5 ملايين دولار للشعب السوريبنسبة تجاوزت 65%.. ارتفاع أسعار المحروقات شمال حلببوتين يوقع مرسوماً بتحديث العقيدة النووية الروسية.. هل اقتربت من استخدام النووي؟المبعوث الأمريكي يصل بيروت لإتمام اتفاق هدنة بين ميليشيا حزب الله والاحتلال الإسرائيليإسرائيل تعثر على أسلحة روسية نوعية في مخازن حزب الله جنوب لبنانبقرار من بشار الأسد.. الإفراج عن الصحفي الأردني عمير الغرايبة..ما قصته؟قطر الخيرية تدعم الشمال السوري في إطار حملة “لين متى؟” بقيمة 72 مليون ريال لمواجهة الشتاءما مصير أموال حزب الله بعد إغلاق شركة “الفاضل” للحوالات بدمشقمن سيطيح بالأسد.. إسرائيل أم حلفاؤه أم داعموه؟بالأسماء.. حركة الجهاد الإسلامي تعلن مقتل 9 من كوادرها في غارة إسرائيلية على دمشقتراجع ملحوظ في أسعار زيت الزيتون في سورياحزب العدالة: الجيش التركي مستعد لعملية عسكرية جديدة شمال سوريا

ما دلالات التصعيد الروسي في إدلب؟

منذ أيام وتصعّد روسيا من وتيرة عملياتها العسكرية في شمال غربي سوريا، وكان أشدها في 14 تشرين الأول/أكتوبر، حيث نفذت سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي تجاوزت 20 غارة استهدفت مناطق متعددة في ريفي إدلب واللاذقية.

هذه الهجمات جاءت في سياق تصعيد روسي واضح يحمل إشارات متشابكة للطرفين المحليين والإقليميين، في ظل واقع سياسي وعسكري متغير في المنطقة.

وقبل أيام من بدء الغارات، شوهدت طائرات استطلاع روسية تحلق فوق مناطق الشمال السوري، حيث قامت بعمليات مسح واسعة لرصد أي تحركات على خطوط التماس بين الفصائل المعارضة وقوات النظام السوري.

تشير مصادر متطابقة إلى أن هذا التحليق الاستطلاعي كان بهدف رصد نوايا الفصائل المعارضة في التحرك عسكرياً، خاصة مع تداول تقارير تفيد بأن هذه الفصائل تناقش خيارات لاستعادة بعض المناطق التي خسرتها، ومنها مناطق غربي حلب التي سقطت في أوائل 2020، أو مناطق ضمن اتفاق “سوتشي” تشمل أجزاء من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.

كما أفادت مصادر أخرى مطلعة أن روسيا، قبل تنفيذ الهجمات الجوية، أرسلت تحذيرات شديدة اللهجة إلى الفصائل المعارضة من أي تحرك يهدف لتغيير الوضع الميداني.

وفق المحلل العسكري “فرات الشامي”، فإن موسكو بدت قلقة بشكل خاص من معلومات تفيد بتعاون بعض الفصائل مع أطراف دولية تسعى للإضرار بالمصالح الروسية في سوريا.

إلى جانب ذلك، أوضح الشامي أن روسيا لم تخفِ انزعاجها من التدريبات العسكرية التي تجريها القوات التركية في قواعدها المنتشرة شمال غربي سوريا، خصوصاً في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحدث عن ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق “سلام عادل ودائم” في سوريا.

وأشار إلى أن هذه التطورات العسكرية التركية، التي تزامنت مع الزيارات الميدانية لقادة الجيش التركي إلى مناطق مثل عفرين، زادت من حدة التوترات بين موسكو وأنقرة.

وبخصوص قرار موسكو في تجميد الوساطة التي كانت تجريها بين النظام السوري وتركيا، أوضح “الشامي” أن القرار جاء نتيجة سلسلة من المتغيرات الإقليمية والدولية التي تضاعفت مؤخراً، وعلى رأسها تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، والتداعيات المحتملة لهذه الحرب على الملف السوري، إلى جانب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي السياق، تؤكد مصادر دبلوماسية أن موسكو طالبت الحكومة العراقية بوقف الاتصالات الجارية بين أنقرة ودمشق، مؤكدة أنها تفضل الانتظار حتى تتضح نتائج الانتخابات الأميركية، حيث تراهن موسكو على إمكانية استئناف الحوار مع واشنطن في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات.

ما علاقة الانتخابات الأميركية؟
يقول الناشط السياسي “أحمد بكور” أن الموقف الروسي اليوم يعكس رؤية موسكو لتغيرات محتملة في السياسة الأميركية حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لأن الروس يعتقدون أن إدارة ترامب ستكون أكثر انفتاحاً على عقد تفاهمات مع موسكو تشمل ملفات مثل سوريا وأوكرانيا، حيث سبق أن أعرب ترامب عن استعداده لإنهاء الحرب الأوكرانية عبر التفاوض.

وزاد قائلاً: “إن موسكو ترى أن هذه التفاهمات قد تشمل تقديم تسهيلات أميركية لروسيا في سوريا، كما حدث في اتفاق 2017 بين روسيا وواشنطن وتل أبيب وعمّان حول الجنوب السوري، وخاصة أن هذا الاتفاق تعهدت فيه موسكو بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن منطقة الجولان، في إطار صفقة شملت تقليص النفوذ الإيراني مقابل تثبيت مصالح روسيا والنظام السوري في تلك المناطق”.

وأضاف بكور أن روسيا تحاول أيضاً إرسال رسائل استباقية للطرفين الإقليميين والدوليين، ومن بين هذه الرسائل موافقة موسكو الضمنية على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مستودعات ذخيرة للحرس الثوري الإيراني في ريف اللاذقية، وهي مواقع تقع بالقرب من قاعدة حميميم الروسية.

وتعقيباً على كلام بكور، تشير مصادر أمنية إلى أن الهجمات تمت بالتنسيق مع الجانب الروسي، الذي يبدو أنه يفضل الحفاظ على هدوء الجبهة السورية ومنع تحولها إلى ساحة تصعيد بين إسرائيل وإيران، في إشارة إلى أن موسكو ترغب في تحييد سوريا عن أي مواجهة مباشرة بين الأطراف الإقليمية، خاصة في ظل سعيها للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وأنهى بكور حديثه مع وكالة ثقة بالتأكيد على أنه خلال فترة ولاية ترامب الأولى، نجحت روسيا في تعزيز نفوذها في سوريا عبر التنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما أتاح لها المضي قدماً في الحسم العسكري ضد الفصائل المعارضة منذ أواخر عام 2016 دون اعتراض يذكر من الجانب الأميركي، والآن، ومع تصاعد التكهنات حول عودة ترامب إلى الحكم، تسعى موسكو إلى تكرار هذا السيناريو، مستغلة انشغال العالم بتطورات الحرب الأوكرانية من جهة، وبالتوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران من جهة أخرى.

خلاصة الكلام، إن التحركات الروسية في شمال غربي سوريا ليست مجرد تصعيد عسكري، بل تحمل دلالات سياسية واستراتيجية أعمق، لأن موسكو تسعى للحفاظ على توازنات الميدان السوري من جهة، ومن جهة أخرى ترسل إشارات للفاعلين الإقليميين والدوليين بأنها مستعدة للتفاوض وتقديم تنازلات في سياق تفاهمات أوسع قد تشمل ملفات متعددة، وذلك وفق إجماع مراقبين للملف السوري.

Back to top button