إستونيا تنهي حماية اللاجئين السوريينمارون الخولي: العودة الإلزامية للنازحين السوريين ضرورة فوريةحظر تجوال في حمص وسط تصعيد أمني واشتباكات مع فلول الأسداشتباكات مسلحة في طرطوس.. ما القصة؟الاقتصاد على سكك الشرق.. هل يعيد القطار ربط أسواق حلب بميناء مرسين؟“منسقو استجابة سوريا”: رفع العقوبات ضرورة إنسانية لدعم التعافي في البلادتصاعد التوتر بين سوريا وإيران.. تحذيرات متبادلة وتصريحات مثيرة للجدللبنان يتلقى مذكرة دولية لتوقيف اللواء المجرم جميل حسنإيران: ليس لدينا اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة في سوريا حالياأسماء الأسد تطلب الطلاق تمهيداً للعودة إلى لندن بعد سقوط النظامتركيا تُرمم خط الكهرباء بين بيريجيك وحلب لتوفير الطاقة للسوريينأحمد الشرع: تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثةمدير الجمارك في سوريا يكشف عن خطط إصلاح شاملة لإنهاء الفساد والترهل الإداريهاكان فيدان يكشف عن رؤيته الجديدة للعلاقات مع سوريامقتل إمام مرقد السيدة رقية في هجوم مسلح أثناء توجهه إلى لبنان

مظاهر الغزو الثقافي الإيراني في سوريا – الأدوات والطرق

بقلم: أحمد البكور

وكالة ثقة

تُحكم إيران سيطرتها على النظام السوري منذ ما يقارب 11 عاماً، عبر الدعم المالي والعسكري واللوجستي، في المقابل فتح النظام أبواباً كثيرة أمام نظام الملالي لنشر ثقافته الطائفية، أهمها السلك التعليمي، عبر قوانين أجازت لسلطات طهران إنشاء حوزات دينية (حسينيات) في أنحاء سوريا، ومدارس وجامعات ومراكز لبث أفكار ولاية الفقيه.
بدأت إيران “غزوها الثقافي” عبر البحث عن منافذ تسرّب من خلالها هيمنتها، فوجدت في النشء الجديد مجالاً واسعاً يعتمد على “غسل الأدمغة” وزرع أفكار وإيديولوجيات عفى عليها الزمن، وبذلك تضمن تجذّرها في المجتمع السوري.
استغلت إيران مشكلة تدمير المدارس في سوريا بسبب الصراع، ودخلت من باب التعليم الأساسي، وفرضت على وزارة الأوقاف السورية منذ عام 2014 المذهب الجعفري كأحد المذاهب الواجب تدريسها في المدارس السورية بهدف تشييع الأجيال الجديدة.
وبشار الأسد قد أصدر مرسوماً في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 يقضي بتدريس المذهب الشيعي الاثني عشري في المدارس السورية إلى جانب السنّي، إضافة إلى افتتاح أول مدرسة شيعية حكومية في البلاد تحت اسم “الرسول الكبير” في العام نفسه، ولها فروع في مدن سورية عدة.
ومع بدء عام 2020 وقّع النظام مع إيران اتفاقية تعاون على صعيد التعليم وبناء وترميم المدارس، وصولاً إلى توقيع اتفاقية بين المؤسسة العامة للسينما السورية، والمنظمة السينمائية السمعية والبصرية في إيران.
استغلت إيران مشكلة تدمير المدارس في سوريا، ودخلت من باب التعليم الأساسي، وفرضت المذهب الجعفري كأحد المذاهب الواجب تدريسها في المدارس
وبحسب الموقع الرسمي للحكومة الإيرانية، قال رضا كريمي رئيس مركز الشؤون الدولية والمدارس في الخارج: “ميرزاني اقترح على العزب أن تقوم إيران بتعديل وطباعة المناهج الدراسية السورية، إضافة إلى نقل إيران تجاربها في مجالات التخطيط التربوي والمعدات التعليمية والكتب المدرسية والمحتوى التعليمي”، مشيراً إلى التقدم الجيد لإيران في بناء المدارس وإعادة تأهيلها.
واقترح ميرزاني على حكومة النظام السوري بناء إيران مجمعاً للعلوم والتكنولوجيا في سوريا، واعتبار اللغة الفارسية لغة ثانية واختيارية في الثانويات السورية، وإقامة دورات تأهيل للمعلمين السوريين في إيران وإجراء دورات تدريبية في مجال التخطيط والتقييم الأكاديمي.
وبالفعل، تكفلت إيران من خلال هذه الاتفاقية بترميم ما يقارب الـ (250) مدرسة بتكلفة (12) مليار ليرة سورية (أي ما يعادل (3) ملايين دولار تقريباً) في ظل عجز الحكومة السورية عن إعادة تأهيل تلك المدارس.
اتفاقيات إيرانية سورية لتطوير التعاون بين البلدين في المجال التربوي، لا سيّما ترميم المدارس وطباعة الكتب وتطوير ودعم التعليم المهني والتقني.
وبحسب موقع “Iranwire” قبل الثورة السورية، كانت هناك أكثر من (40) مدرسة إيرانية خاصة في دمشق وحدها، منتشرة في مناطق التجمعات الشيعية، وشملت هذه المدارس حوالي (10) مدارس ثانوية تابعة لوزارة الأوقاف الدينية معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم في دمشق وحلب واللاذقية وإدلب ودير الزور، وكانت تقوم المدرسة بوعظ الطلاب السنّة وتوفر التسهيلات المالية لأولئك الذين يتحولون إلى المذهب الشيعي.
قبل الثورة السورية، كانت هناك أكثر من (40) مدرسة إيرانية خاصة في دمشق وحدها.
وتقوم الهيئة الاستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق وفروعها في باقي المدن السورية بنشاط كبير في تعليم اللغة الفارسية، فقد بلغ عدد دورات اللغة الفارسية في مقر الهيئة في دمشق (100) دورة، وفي مركز اللاذقية (52) دورة.
استهداف الأطفال
وفي محاولة للسيطرة على تفكير الطلاب والأطفال، تم إنشاء كشافة المهدي في 2014، وهي تابعة لجمعية الإمام المهدي في مدينة السيدة زينب، وتتركز أغلب مبادئها على غرس المفاهيم الثقافية والدينية وعبارات الثورة الإيرانية في أذهان الأطفال.
ويتم تمويل هذه الكشافة من قبل المركز الاستشاري الثقافي في دمشق، الذي يمتلك بدوره جمعية الفرات للسلام والوئام الاجتماعي.
وفي الإطار ذاته، تقوم الميليشيات الموالية لإيران بنشر الثقافة الإيرانية وطقوس الطائفة الشيعية، حيث قامت ميليشيا “أبو الفضل العباس” بالنصف الثاني من العام 2021، بتكليف نساء من عوائل عناصر الميليشيا في الميادين، بالتواصل مع الفتيات والنساء في المناطق وإقناعهن باعتناق المذهب الشيعي والخضوع لدورات عقائدية وتعريفية حول المذهب ضمن المراكز الثقافية، وسط تقديم مساعدات غذائية لهنّ.
عدد دورات اللغة الفارسية التي تقدمها الهيئة الاستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق (100) دورة، وفي مركز اللاذقية (52) دورة
وأعلنت الميليشيات التابعة لإيران في الربع الأخير من العام عن حاجتها لممرضات وآنسات للعمل ضمن المستشفيات والروضات الخاضعة لسيطرتها، براتب مغرٍ يصل إلى (300) ألف ليرة سورية شهرياً، بعد إخضاع النساء لدورات تدريبية ممولة بشكل كامل من قِبل إيران.
في حين تستقطب الميليشيات الإيرانية الأطفال بطرق مختلفة، عبر النشاطات الدعوية والثقافية والترفيهية التي يقوم بها المركز الثقافي الإيراني والمراكز الدعوية للميليشيات التي تنشط في المدارس الابتدائية والإعدادية والحدائق العامة والأسواق وأماكن الرحلات الترفيهية التي تقوم بها العوائل.

زر الذهاب إلى الأعلى