خاص | تعزيزات عسكرية لقوات الأسد تصل مدينة حلب.. إليك تفاصيلها؟خاص | 13 قتيلاً بغاراتٍ جويّة استهدفت مواقع مركزية لـ إيران في دير الزورخاص | مجهولون يستهدفون “باص مبيت” للفرقة الرابعة دبابات شرق دير الزورنداء أممي لجمع 4.07 مليار دولار لتوفير مساعدات في سورياخاص | للإفراج عن المعتقلين.. مظاهرة ضد “قسد” في بلدة الجرذي شرقي دير الزوربوليفيا تضبط كوكايين بقيمة 450 مليون دولارالأردن يضبط شحنة مخدرات قادمة من مناطق نظام الأسدوزير لبناني: أصبح وجود السوريين على أراضينا خطراً على لبنانوزير الخارجية التركية: على السلطات في دمشق مراجعة نفسهاقطر تدعو إلى الضغط على نظام الأسد والتوصل إلى حل سياسي في سورياخاص | قتلى وجرحى من “قسد” إثر هجمات لـ”مقاتلي العشائر” في دير الزورالأرصاد الجويّة تُحذر من منخفض جويّإليك قصة الشاب السوري الذي باع كليته من أجل علاج ابنته الصغيرةكان مُهدد بالترحيل.. ما قصة الشاب السوري التي رفعت ألمانيا حظر العمل عنه؟بيان أمريكي – أوروبي يؤكد: لا رفع للعقوبات ولا إعادة إعمار في سوريا من دون الحل السياسي

“مناطق سيطرة المعارضة قبلة الشباب الهارب من شبح التجنيد”

مرت سبع سنوات من الحرب القاسية بلف فيها العنف حداً لايوصف، استنزفت فيها مقدرات البلاد الطبيعية والبشرية، وأوغل النظام السوري في الحرب بوحشية مرعبة، حتى بات نصف البلد مدمر وثلثاه نازح ومهجر، وبحر من الدماء والألم والمأساة لم تشهده البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية .

ولعل من أبرز ماخسرته سوريا وأكثره تأثيراً على بنية المجتمع المستقبلية هي فئة الشباب التي ذاقت مرّ الحياة ووقع كل الفأس برأسها كما يقول المثل، فكانت هذه الفئة وقود هذه الحرب القاسية وأكثر ضحاياها قتلاً وهجرةً واعتقالا وتجنيداً قسريا، أجبر الكثير ممن تبقى على قيد الحياة إلى التفكير بالهرب بشتى الطرق من هذا الجحيم الحارق، والبحث عن ملجأ آمن وحياة تؤمن لهم ماكانوا يحلمون به .

شبح التجنيد الإجباري في صفوف القوى المتصارعة تتصدره قوات النظام ووحدات الحماية الكردية، حيث شكلت هاتين المنطقتين كابوساً يلاحق الشباب في أحلامهم ويقض مضاجعهم ، يحرمهم النوم ويسلبهم إرادة الحياة وحلم المستقبل ،خلف أفق يرونه مرعباً تفوح منه رائحة الدماء والموت والأشلاء .

حتى أضحت مناطق سيطرة قوات النظام شبه خالية من عنصر الشباب ، قلما تشاهد شاباً أو مجموعة شبان تمشي في الطريق أو الأسواق، إلا حاملي ورقة التأجيل من الخدمة الإلزامية وحتى هذه الورقة لاتنفع من لانفوذ له في أكثر الأوقات، تشكل دورية الشرطة العسكرية أكبر مصدر رعب لهم، تستنفر طوال الوقت وباقي أجهزة النظام في البحث عن الشباب المتوارين عن الأنظار، تتفنن في طرق البحث عنهم وإخراج الشباب من مخابئهم، عبر حيل كثيرة بات معظم الشباب فطناً لهم ولأساليبهم المستخدمة للقبض عليهم وزجهم في ساحات القتال .

يستميت الشباب في إيجاد فرص للهرب من تلك المناطق، حتى وصلت الرشاوى إلى أرقام خيالية بلغت حدّ “المليوني ليرة” أي مايعادل “أربعة آلاف دولار” يدفعها الشاب الهارب لحواجز قوات النظام كرشوة للتغاضي عنه والسماح له بالوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة، فيما يبقى القسم الأكبر ممن لايملكون المال يقارعون أجهزة النظام في التخفي والهرب تحت رحمة الأعصاب المتهالكة والشعور الدائم بالخوف والقلق .

تتشارك وحدات حماية الشعب الكردية مع قوات النظام في جرّ الشباب إلى التجنيد الإجباري بل وتزيد عليها بإجبارها للفتيات أيضاً على التجنيد وحمل السلاح، ووردت تقارير كثيرة عن إعدادهم لعدة معسكرات في منطقة عفرين والقامشلي لتجنيد الأطفال القصّر والمراهقين وزجهم في ساحات القتال .
تكاد المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية شبه خالية أيضاً من عنصر الشباب، باستثناء حملة السلاح من المتطوعين والمجندين قسرا، وبات قسم كبير الشباب الكردي طريداً شريداً في دول اللجوء هاربا من التجنيدالإجباري ، وقسم آخر متواري عن الأنظار ينتظر لحظة حاسمة للهرب من تلك المناطق عبر دفع الرشاوى أيضاً والتي بلغت حدود ال “سبعمئة دولار” للحواجز العسكرية كي يسمح له بالمرور والهرب إلى تركيا أو العراق أوحتى مناطق سيطرة المعارضة .
يختلف الأمر تماما في مناطق سيطرة المعارضة عن المناطق الأخرى، حيث تُعتبر هذه المناطق قبلة الشباب الهارب من جحيم التجنيد، ففي مناطق سيطرة المعارضة الأمر مختلف بشكل كامل، لاتجنيد ولا إجبار ولا إكراه على حمل السلاح ، الأسواق والملاعب والمحلات العامة وصالات الأنترنت تعج بالشباب، التجنيد في مناطق سيطرة المعارضة بالإرادة والنأي عنه بالإرادة، حتى المقاتل منهم غير مقيد فله حرية رمي السلاح متى أراد ، يتمتع الشباب بحرية كاملة يمارسون هواياتهم وأعمالهم ودراستهم بعيداً عن شبح التجنيد والإكراه على القتال ، جلّ ما يؤرقهم قصف الطائرات الحربية وأعباء الحياة الإقتصادية.
يعتبر البعض من آصحاب الرأي أن هذه الحالة المنتشرة في مناطق سيطرة المعارضة غير صحية، فالمعارضة في مرحلة حرب قاسية والتجنيد يجب أن يُفرض على كل من هو قادر على حمل السلاح لتعويض النقص البشري في صفوف المقاتلين ، فيما يعتبر كثيرون آخرون أن أنه لايجب إكراه أحد على القتال وحمل السلاح طالما أن الأمر منوط بثورة شعبية شعارها الحرية والعدالة والعيش بكرامة .

الكاتب: ماجد عبد النور- وكالة ثقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى