من الألف إلى الياء.. ماذا يجري في محافظة درعا؟
من الألف إلى الياء.. ماذا يجري في محافظة درعا؟
وكالة ثقة
تتصدر منذ أيام الأحداث في محافظة درعا جنوبي سوريا المشهد السوري، جراء سلسلة تفجيرات واغتيالات ومواجهات تشهدها مدينة درعا وريفها بين فصائل المعارضة وخلايا تابعة لتنظيم “داعش”، تقول مصادر إن هذه الخلايا تتبع لنظام الأسد والأفرع الأمنية التابعة له.
وشهدت درعا منذ مطلع شهر تموز الماضي، سلسلة اغتيالات وتفجيرات نسب معظمها لتنظيم “داعش”، تركزت في مدينة جاسم، ما دفع فصائل التسوية في المدينة لإطلاق حملة ضد التنظيم، انتهت في 23 تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن مقتل أحد قادة “داعش” المدعو “عبد الرحمن العراقي” مع عنصرين كانا برفقته، بالإضافة لتفجير عدة مقرات للتنظيم.
وفي بلدة اليادودة غربي درعا، اجتمع رئيس فرع الأمن العسكري “لؤي العلي” مع وجهاء بلدة “اليادودة”، وطالبهم بإخراج مجموعات تابعة لتنظيم “داعش”، وأرسلت قوات الأسد تعزيزات عسكرية، في 25 تشرين الأول، إلى محيط البلدة، بالإضافة إلى ميليشيات محلية يتزعمها القيادي السابق في الجيش الحر “مصطفى المسالمة”، الملقب بـ”الكسم”.
كما أقدم انتحاري في 29 تشرين الأول على تفجير حزام ناسف كان يرتديه في منزل القيادي المحلي السابق “غسان أبازيد”، بدرعا البلد، ما أدى إلى مقتله ومقتل كل من “مالك السامي، ومالك أبازيد، وياسين فالوجي (أبو فيصل)، وهم من أبناء درعا البلد، وإصابة آخرين بجروح، ما دفع المجموعات المحلية في درعا البلد إلى إطلاق عملية عسكرية ضد عناصر متهمين بالانتماء إلى تنظيم “داعش” في حي طريق السد، واندلعت اشتباكات يوم الاثنين الفائت، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر التنظيم.
وترافقت العملية بانفجار عبوتين ناسفتين، قام بتفجيرهما عناصر التنظيم في منطقة “خانوق الثور”، بالقرب من حي طريق السد، ما أسفر عن وقوع جرحى في صفوف المدنيين.
وتتهم المجموعات المحلية في درعا البلد كل من محمد المسالمة الملقب (هفّو)، و”مؤيد حرفوش” الملقب (أبو طعجة)، بالوقوف خلف العديد من عمليات الاغتيال السابقة، التي طالت قادة وعناصر في الجيش الحر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات نظام الأسد الأمنية أو الميليشيات التابعة لإيران، وفقاً لما ذكره المتحدث الإعلامي لتجمع أحرار حوران لموقع “بلدي نيوز”.
وأوضح أن المجموعات المحلية تتهم مجموعتي “الحرفوش” و”هفّو”، بإيواء قادة من تنظيم “داعش”، على رأسهم القيادي “يوسف النابلسي” الملقب بـ(أبو البراء)، مبيناً أن الأخير هو المسؤول عن عمليات الاغتيال لصالح فروع النظام الأمنية، والميليشيات الإيرانية في المنطقة، وكشف أن الهجوم الانتحاري الذي وقع في “درعا البلد”، قبل أيام نفذه عنصر يدعى “أبو حمزة سبينة”.
ولفت المتحدث الإعلامي إلى أن نظام الأسد هو من سمح لقادة وعناصر “داعش” بالدخول مؤخراً إلى مدينة جاسم، ليكونوا ذريعة لاجتياح المنطقة، وأكد أن من يقاتل عناصر التنظيم في درعا هم أبناء المدينة، من عناصر الجيش الحر سابقاً، الذين رفضوا الانضمام لأجهزة النظام الأمنية، عقب تسوية تموز 2018، نافياً مشاركة قوات الأسد في قتال التنظيم بجاسم.
كما أشار الناشط الإعلامي “”أبو أحمد الحوراني”، أن ما يطلق عليه داعش هو غطاء للأمن العسكري، أكثر مما هو مرتبط بالتنظيم، لافتاً أن لخلايا التنظيم ونظام الأسد أهدافاً مشتركة في الجنوب السوري، من حيث استهداف قادة الفصائل السابقة، وقادة اللجان المركزية ممن لم ينخرطوا في أجهزة النظام، وقاوموا حملات النظام بعد التسوية، مبيناً أن هناك اعترافات مسجلة من مجموعة جاسم، أنهم مرتبطون بالأمن العسكري بقيادة العميد لؤي العلي.
ما ذكره الناشط يؤكده عضو “تجمع أحرار حوران” “يوسف المصلح”، الذي تحدث عن أحد عناصر تنظيم “داعش” ويدعى يوسف النابلسي، ويلقب بـ(الجحش)، موضحاً أنه غادر الريف الغربي لدرعا إلى مناطق سيطرة “داعش” في الرقة، وعمل هناك حتى القضاء على التنظيم فعاد إلى درعا، مشيراً إلى أن نظام الأسد اعتقله لعدة أشهر في العام 2018، وبعد الإفراج عنه توجه إلى أحياء طريق السد والمخيم في درعا، حيث تتمركز هناك مجموعات عسكرية تابعة للمعارضة، والتي كانت دخلت في مصالحة مع النظام عام 2018، وبدأ العمل على تكوين خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، بالاعتماد على استمالة مقاتلي فصائل المعارضة، في الأحياء المذكورة، وكان آخر أعماله إرسال انتحاري إلى منزل أحد قادة فصائل الجيش السوري الحر سابقاً، ما دعا لنشوب ااشتباكات بين فصائل المعارضة، وعناصر التنظيم في مدينة درعا.