من جديد.. فرنسا تنقلب على موقفها من مصير الأسد
عادت فرنسا لتنقلب على موقفها السابق في سوريا، حيث أطل وزير خارجيتها “جان إيف لودريان” ليعتبر أن المطالبة برحيل بشار الأسد لا يجوز أن تكون شرطاً لإطلاق العملية السياسية.
“لودريان” وفي تصريح له خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، الجمعة، قال “إنه سبق لباريس أن أكدت أنه من أجل إطلاق العملية السياسية الانتقالية في سوريا، لا يجوز طرح أي شروط مسبقة مهما كانت، بما في ذلك رحيل الأسد”.
وأضاف أن الجانب الفرنسي لا يعتبر أن الأسد بحد ذاته يجب أن يكون مستهدفا بالعملية السياسية، بحسب فرانس برس.
وشدد على ضرورة أن يحدد مجلس الأمن الدولي جدولاً زمنياً لإجراء مشاورات مع السوريين حول العملية الانتقالية التي ستساهم في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا.
واعتبر أن الوضع في سوريا اقترب من مرحلة جديدة سيكون من الممكن الحديث خلالها عن “الحياة ما بعد داعش”، ما سيفتح الطريق أمام إطلاق العملية الانتقالية.
وأكد الوزير الفرنسي سعي باريس للتعاون مع روسيا في إطار مجموعة اتصال جديدة تسعى فرنسا لتشكيلها لدعم سوريا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد شدد في تصريح له مطلع الشهر الجاري، على أن بشار الأسد “لا يمكن أن يكون الحل في سوريا” وأن المرحلة الانتقالية “لن تجري معه”، وقال لودريان لإذاعة لوكسمبورغ وقتها “لا يمكن أن نبني السلام مع الأسد. لا يمكنه أن يكون الحل. الحل هو في التوصل مع مجمل الفاعلين إلى جدول زمني للانتقال السياسي يتيح وضع دستور جديد وانتخابات، وهذا الانتقال لا يمكن أن يتم مع بشار الأسد الذي قتل جزءاً من شعبه”.
مجموعة اتصال جديدة بشأن سوريا
يشار أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كشف مؤخراً أن مجموعة اتصال جديدة بشأن سوريا، ستعقد اجتماعاً في الأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الجاري، معلناً أن أولوية السياسة الخارجية لبلاده هي مكافحة الإرهاب.
وكان “ماكرون” قد قال في 21 حزيران الماضي إنه “لا يرى بديلا شرعياً” لبشار الأسد، وإن بلاده لم تعد تعتبر رحيله شرطاً مسبقاً لتسوية النزاع في سوريا، ورأى ماكرون وقتها أن الأسد “عدو” للشعب السوري، لكن “ليس عدواً لفرنسا”، وأن أولوية باريس هي “الالتزام التام بمحاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة”.
وتتناقض مواقف ماكرون بشكل حاد مع مواقف الإدارة الفرنسية السابقة، والتي كانت تشدد على أهمية رحيل الأسد كحل للمسألة السورية.
ويعتبر الخلاف بشأن مصير الأسد السبب الرئيسي وراء فشل جهود ايجاد حل للمسألة السورية التي دخلت عامها السابع، حيث تصر المعارضة على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل الأسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية؛ في حين يقول نظام الأسد وروسيا إن الاتفاقات الدولية التي تضمن عملية السلام لا تتضمن أي عبارة تشير إلى ذلك.