من هو محمد حيدر الذي استهدفته إسرائيل في قصف بيروت؟
في تطور لافت للأحداث، استهدفت إسرائيل بغارة جوية منطقة البسطة وسط بيروت، محاولةً اغتيال محمد حيدر، أحد أبرز القادة الأمنيين في حزب الله.
ولد حيدر في مرجعيون عام 1959، إذ يُعد شخصية بارزة داخل الحزب، وله دور محوري في التخطيط العسكري والإشراف على العمليات.
بدأ حيدر مسيرته الدراسية في معهد التطبيقات العلمية التابع للجامعة الأمريكية، إلا أنه لم يُكمل تعليمه.
ولاحقًا، توجه إلى إيران حيث درس لعدة سنوات في الحوزات الدينية وأكمل دورات تدريبية متقدمة في التخطيط الاستراتيجي، ما أسهم في صقل مهاراته القيادية داخل الحزب.
تقلد حيدر مناصب مهمة في حزب الله، حيث شغل منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي وكان عضوًا في مجلس التخطيط العام.
كما مثل الحزب سياسيًا كنائب في البرلمان اللبناني بين عامي 2005 و2009، إلا أن أدواره لم تقتصر على السياسة، فقد تركز نشاطه الأساسي في المجال الأمني والعسكري، حيث أشرف على استلام الأسلحة والمعدات من طهران، التي تُنقل عبر مطارات اللاذقية، حلب، ودمشق.
يُعد حيدر مسؤولًا سابقًا عن الملف السوري داخل حزب الله، ويشرف حاليًا على التخطيط العسكري بالتنسيق مع فيلق القدس الإيراني. وقد برز اسمه مؤخرًا بسبب قيادته للعمليات العسكرية ضد إسرائيل، خاصة بعد تصفية قادة الصف الأول في الحزب خلال الأسابيع الماضية.
إسرائيل حاولت تصفية حيدر سابقًا، ففي عام 2019 استهدفته طائرة مسيرة في بيروت بسبب دوره في برامج تطوير الصواريخ الدقيقة داخل حزب الله، إلا أنه نجا من تلك المحاولة، ليعود الآن إلى واجهة الأحداث، ما دفع إسرائيل لاستهدافه مجددًا في قلب العاصمة اللبنانية.
ويجسد محمد حيدر أحد الأعمدة الأساسية في البنية الأمنية والعسكرية لحزب الله، واستهدافه يعكس تصعيدًا جديدًا في الصراع بين الحزب وإسرائيل، مع احتمالات لمزيد من التوتر في المرحلة المقبلة.