نيويورك تايمز: الأسد رفض عروضاً مغرية قبل انطلاق معركة “ردع العدوان”
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عن مصادر عربية وإسرائيلية وأمريكية، عن مقترحات سرية قُدِّمت لرئيس النظام السوري بشار الأسد تهدف إلى فك ارتباطه بإيران وحزب الله.
أفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة ودول الخليج أجرت محادثات سرية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، تهدف إلى إبعاده عن إيران وحزب الله مقابل حوافز سياسية واقتصادية مغرية.
وأشارت الصحيفة، استناداً إلى مصادر مطلعة من المنطقة، إلى أن هذه الجهود كانت جزءاً من استراتيجية أوسع لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة قبل تنفيذ عملية “ردع العدوان”.
وذكرت الصحيفة أن الوسطاء الخليجيين والأمريكيين وعدوا الأسد بعدة مكاسب مقابل تغيير ولائه الإقليمي، كان أبرزها تقديم مساعدات اقتصادية كبيرة من دول الخليج، فضلاً عن انسحاب القوات الأمريكية من شرق سوريا، وهو مطلب لطالما سعى النظام السوري لتحقيقه، كما تضمن العرض تخفيف أو حتى رفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على النظام السوري، والتي أثرت بشكل كبير على اقتصاده المنهار.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة جاءت في إطار جهود أمريكية وخليجية مشتركة لإعادة ترتيب التوازنات السياسية في المنطقة.
ومع ذلك، أشارت التقارير إلى أن الأسد ظل متحفظاً تجاه هذه المقترحات، حيث يعتبر تحالفه مع إيران وحزب الله مصدر قوة حيوي لبقائه في السلطة، ورغم الإغراءات المقدمة، يبدو أن النظام السوري لا يزال يخشى خسارة الدعم العسكري والسياسي الذي توفره له إيران بشكل مستمر.
وأضافت الصحيفة أن المحادثات، رغم سريتها، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة حتى الآن، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في سوريا.
ورجحت المصادر أن هذه العروض كانت خطوة استباقية لتجنب التصعيد العسكري الذي بات وشيكاً مع انطلاق عملية “ردع العدوان”، التي تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على النظام السوري، وسط محاولات لتوجيه مسار الأحداث في سوريا نحو تسويات سياسية وأمنية تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.