هذا هو مستقبل إدلب
نشر تقرير لمركز جسور للدراسات، سلط خلاله الضوء على مستقبل مدينة إدلب، في شمال غرب سوريا، في ظل التحركات التركية الأخيرة المتمثلة بانسحاب النقاط المحاصرة من قبل النظام السوري بريفي إدلب وحماة، والقصف الروسي المتكرر على المنطقة.
وقال التقرير إن الخلافات بين روسيا وتركيا في سوريا، تتركز على الانتشار العسكري التركي ومكافحة الإرهاب ومصير حركة التجارة والنقل وعودة النازحين والعملية السياسية ومصير المنطقة الآمنة.
وأضلف: “يُمكن الاعتقاد أنّ تركيا لجأت إلى مناقشة ملف الانتشار العسكري بعد أن كانت ترفض مجرّد الحديث عنه، على أمل أن يساهم ذلك في تخفيف حدّة التوتر مع روسيا التي تتخوّف من التباطؤ الشديد في حل ملفي مصير حركة التجارة والنقل ومكافحة الإرهاب، في الوقت الذي تعزّز فيه تركيا من تواجدها العسكري شمال غرب سوريا”.
وأوضح التقرير أن استهداف روسيا بفصيل فيلق الشام في إدلب، مؤشر على عدم رضا موسكو عن إدارة الأزمة بهذا الشكل الذي تحرص فيه تركيا –غالباً– على عدم تقويض استراتيجية تجزئة الخلافات أي استمرار الفصل بين ملفات أذربيجان وسورية وليبيا”.
وأكّد على أن استمرار التهدئة في سوريا، لا بد أن يكون مقترناً بممارسة تركيا لمزيد من النفوذ على أذربيجان من أجل ضمان وقف إطلاق النار في كاراباخ، وليس مجرّد القبول باستئناف مناقشة بقية القضايا الخلافية حول سورية، كمحاولة للاسترضاء وكسب الوقت؛ لتعزيز موقفها عسكرياً ودبلوماسياً داخل هذه الأخيرة وخارجها.
وتابع على أن الرغبة المتبادلة لدى روسيا وتركيا لا تكفي فقط في الحفاظ على التعاون الوثيق، الذي لن يتضرر بالضرورة في حال تقويض نظام وقف إطلاق النار في سوريا مجدداً، أي الذهاب نحو مفاوضات حافة الهاوية على غرار ما حصل مطلع عام 2020.
واردف التقرير أنّ استئناف روسيا للحملة العسكرية على إدلب قد يكون خياراً لا بد منه في ظل استمرار الخلافات والتنافس المحتدم مع تركيا، التي قد تعمل على ثني روسيا عن هذا الخيار من خلال التلويح أيضاً باستئناف العمليات القتالية شرق الفرات نتيجة التباطؤ في تنفيذ الالتزامات.
واختتم التقرير بتأكيده على أن روسيا تسعى إلى حصر تواجد تركيا والمعارضة السورية في منطقة أمنية شمال طريق M4 في حين تبذل تركيا جهداً لجعل منطقة عملية درع الربيع منطقة آمنة على غرار درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.
وكان لمح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بشن عمل عسكري في سوريا، لإخراج من وصفهم بالإرهابيين على أراضيها، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وقال أردوغان حينها خلال كلمة له خلال حضوره اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، إن استهداف روسيا مركز لتأهيل “الجيش الوطني السوري” في إدلب، مؤشر على عدم دعمها للسلام الدائم والاستقرار بالمنطقة.
وجاءت تصريحات أردوغان، وقتها عقب ساعات من تعليق المندوب التركي على قيام طائرات روسية باستهداف معسكرا تدريبيا للجبهة الوطنية للتحرير والذي تعد أبرز مكونات الجيش الوطني السوري بالقرب من مدينة كفرتخاريم غرب إدلب، والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 40 عنصرا، وإصابة ما يزيد عن 80 آخرين.