هل تخرج حماس من قطر؟
مركز برق للسياسات
بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، بدأت التساؤلات تتزايد حول مستقبل وجود حماس في قطر، وما إذا كانت الدوحة ستتخذ قراراً بإبعاد قياداتها عن أراضيها.
وتأتي هذه الشكوك نتيجة ضغوط أمريكية مكثفة تتخذ اتجاهين؛ الأول يتعلق بدعم قطر للقضية الفلسطينية واستضافتها لمكتب حماس، والثاني يتناول علاقاتها المتشابكة مع إيران وتيار الإسلام السياسي، وفقاً لما أفاد به مركز برق للسياسات..
بحسب المركز، فإن الحملة على قطر فيما يخص قضية حماس هي حملة مُمنهجة تقودها لوبيات ضغط أمريكية بتوجيه من جناح الحزب الديمقراطي، في محاولة لتعقيد الوضع السياسي المتأزم، لا سيما في ظل تداعيات حرب غزة الأخيرة.
ومع اقتراب تولي إدارة ترامب الجديدة مهامها في بداية العام المقبل، تبدو هذه الضغوط محاولة لدفع قطر لتغيير موقفها من استضافة قيادات حماس.
وأضاف المركز أن الجانب الإعلامي لهذه الحملة يُدار من خلال قنوات أمريكية معروفة بانحيازها، حيث تم نقل انزعاج المؤسسات الأمريكية من وجود حماس في قطر إلى القيادة القطرية، والتي بدورها طلبت من قيادات حماس الحد من أنشطتها في الوقت الحالي.
كما أشار المركز إلى أن وكالة رويترز أثارت في تقارير إعلامية أنباءً حول انسحاب قطر من دور الوساطة، وهو ما نفته وزارة الخارجية القطرية، مما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه التحركات الإعلامية جزءًا من خطوات الضغط على الدوحة.
وأشار مركز برق إلى أن قطر قد لا تُقدم على إغلاق مكتب حماس في الوقت الراهن، لكنها قد تفرض قيودًا على أنشطته لفترة محدودة، حتى تتضح التوجهات السياسية المستقبلية.
واستنتج مركز برق إلى أن قطر كانت قد استضافت مكتب حماس بناءً على طلب أمريكي سابق، ومن غير المتوقع أن تتخذ الدوحة قراراً بإغلاق المكتب حالياً، حيث قد تحتاج الإدارة الأمريكية لاستمرار وجوده لتحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية، وإن كان ذلك في سياق جديد مختلف عن السابق.
وفي وقت سابق من اليوم، نفى الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، صحة ما تم تداوله من تقارير إعلامية تشير إلى انسحاب دولة قطر من الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وإغلاق مكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الدوحة.
ووصف الدكتور الأنصاري هذه التقارير بأنها “عارية عن الصحة تماماً”.
وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أكد الأنصاري أن قطر مستمرة في جهودها الحثيثة لإنهاء الحرب على غزة، سعياً لوقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين، وحقن الدماء، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في القطاع دون عوائق.
كما شدد على أن مكتب “حماس” في الدوحة سيظل يمارس دوره كقناة للتواصل بين الأطراف المعنية، في إطار الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة.
وجاء النفي وسط تقارير تفيد بأن قطر كانت تفكر في الانسحاب من جهود الوساطة بسبب عدم استعداد حماس وإسرائيل للعودة إلى المفاوضات، وفقاً لمصادر مطلعة حصلن عليها وكالة رويترز.
وأفادت المصادر بأن المكتب السياسي لحماس في الدوحة “لم يعد يؤدي الغرض” بعد استهداف قياداتها من قبل إسرائيل.
الجدير بالذكر أن قطر لعبت دوراً رئيسياً في محادثات غير مثمرة مع الولايات المتحدة ومصر لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، إلا أن آخر جولة من تلك المحادثات، التي عُقدت في أكتوبر الماضي، باءت بالفشل.
ورغم أن قطر لم تحدد موعداً لإغلاق مكتب حماس، إلا أنها أبلغت الأطراف المعنية بأنها مستعدة للعودة للوساطة في حال أبدت حماس وإسرائيل رغبة جادة في التوصل إلى حلول سلمية.