وفاة ثلاثة مهاجرين خلال محاولة عبور بحر المانش شمال فرنسا
لقي ثلاثة مهاجرين على الأقل حتفهم صباح الأربعاء أثناء محاولتهم عبور بحر المانش من سواحل كاليه شمال فرنسا باتجاه المملكة المتحدة، هذا الحادث المأساوي يرفع حصيلة الوفيات في بحر المانش إلى 55 شخصًا منذ بداية العام، مع استمرار معاناة المهاجرين في رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.
وبحسب موقع مهاجر نيوز، فإن في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، 23 أكتوبر/تشرين الأول، حاولت مجموعة من المهاجرين عبور بحر المانش، حيث انطلقوا من سواحل شمال فرنسا باتجاه المملكة المتحدة، حيث تلقت فرق الطوارئ الفرنسية بلاغات عن وجود سترة نجاة تطفو على سطح المياه بالقرب من كاليه، وهو ما دفع المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال إلى التحرك السريع.
وأوضح أن السفينة الفرنسية “مينك” قامت بالتوجه إلى موقع الحادث نظرًا لقربها من المنطقة، حيث رصدت المهاجرين على متن قارب في حالة خطر. تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ 45 شخصًا كانوا على متن القارب، إلا أن شخصين توفيا لاحقًا رغم محاولات الإنعاش الفاشلة من قبل فرق الطوارئ.
وفي حادث متصل، رصدت عبّارة تجارية إيرلندية أحد المهاجرين فاقدًا للوعي في البحر، إذ تم نقله بواسطة طائرة مروحية إلى مستشفى في مدينة بولوني سور مير، حيث أعلنت السلطات الطبية وفاته، ليرتفع عدد الضحايا إلى ثلاثة على الأقل.
وأفادت السلطات المحلية أن القارب غرق على بعد كيلومترين فقط من شاطئ بليريو قرب كاليه، وذلك بعد الساعة الثامنة صباحًا بقليل. كما أشارت إلى أن الضباب الكثيف الذي غطى المنطقة صباحًا قد تسبب في صعوبة الرؤية على السواحل، وهو ما أدى إلى تأخير عمليات الإنقاذ.
وفي إطار الجهود المستمرة للحد من تدفق المهاجرين، أكدت السلطات الفرنسية والبريطانية تشديد مراقبة السواحل ومحاربة شبكات تهريب البشر، التي تستغل ظروف المهاجرين لتحقيق أرباح مالية ضخمة. من جهة أخرى، عبّرت عمدة كاليه، ناتاشا بوشارت، عن استيائها من صمت الحكومة حيال تفاقم الأوضاع الإنسانية شمال فرنسا، حيث يعيش أكثر من 2000 مهاجر في ظروف قاسية وغير إنسانية.
كما دعت المنظمات الإنسانية والحقوقية، مثل منظمة “يوتوبيا 56″، إلى فتح تحقيق برلماني يسلط الضوء على مسؤولية الحكومات عن هذه المآسي المتكررة، مطالبة بتوفير مسارات قانونية آمنة للمهاجرين من أجل الوصول إلى المملكة المتحدة وتقديم طلبات اللجوء بشكل آمن وقانوني.
ويعتبر حادث الغرق هذا هو الثالث من نوعه خلال أكتوبر الجاري، وسط زيادة كبيرة في عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور بحر المانش، ومنذ بداية العام، وصل أكثر من 28 ألف مهاجر إلى السواحل البريطانية، رغم المخاطر الجسيمة التي يواجهونها في البحر. وفي ظل غياب حلول دولية فعالة، تبقى المآسي مستمرة، في وقت يسعى فيه الآلاف للهروب من الحروب والفقر بحثًا عن حياة أفضل.