29 إعلامياً قضوا تحت التعذيب في معتقلات الاسد منذ 2011
وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين،في التقرير الصادر عنه اليوم، أعداد الإعلاميين السوريين الذين قضوا على يد نظام الاسد ، ولا سيما تحت التعذيب.
وجاء في التقرير الخاص الذي حمل عنوان “في اليوم العالمي لمساندة ضحيا التعذيب.. 29 إعلامياً قضوا تحت التعذيب في معتقلات الأسد”، أن المركز وثق مئات الانتهاكات التي ارتكبت بحق الإعلام في سوريا منذ انطلاق الثورة، ومنها مقتل 407 إعلاميين ،من بينهم 29 حالة لإعلاميين قتلوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام السوري، مع الإشارة إلى أن مصير إعلاميين آخرين معتقلين لا يزال مجهولاً حتى تاريخه في بلد يقبع في المركز 177 (من أصل 180 بلداً) على التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته “مراسلون بلا حدود” عام 2016.
وسَجلَ المركز السوري للحريات الصحفية وقوع حالتي قتل لإعلاميين تحت التعذيب في عام 2011، و7 حالات في عام 2012، و6 حالات أخرى في عام 2013، فيما ُقتل 5 إعلاميين في عام 2014 وهو ذاته عدد الحالات التي وثقها المركز في عام 2015، وكانت حصيلة عام 2016 توثيق 3 حالات ،وآخِر حالة تم توثيقها في عام 2017 كان ثبوت مقتل الإعلامي أسامة الهبالي تحت التعذيب عام 2015.
ويحسب التقرير توزعت حالات قتل الإعلاميين تحت التعذيب في سجون النظام على عدد من المحافظات السورية، فقد شهدت ريف دمشق التي يقع فيها سجنا صيدنايا “المسلخ البشري” وسجن عدرا حصول 11 حالة، بينما شهدت مدينة دمشق التي تحوي عدداً كبيراً من سجون الأفرع الأمنية والمخابراتية وقوع 8 حالات، أما سجون ومعتقلات حلب فقد شهدت 5 حالات، وحصلت 3 حالات في سجون الأجهزة الأمنية في محافظة حمص ،في حين كانت هناك حالة واحدة في كل من إدلب ودرعا.
وأوضح التقرير أن كافة سجون ومعتقلات النظام وأماكن الاحتجاز في الأفرع الأمنية وقطعات قوات النظام هي أماكن يتعرض فيها المعتقلون لمختلف أنواع التعذيب، حيث أثبتت كافة التقارير الحقوقية ذات المصداقية أن معظم إن لم يكن جميع المعتقلين والموقوفين يتعرضون لتعذيب وحشي على أيدي عناصر الاستخبارات أو الشرطة أو قوات النظام بحيث يكون من المستحيل حصر عدد كل من تعرض للتعذيب في هذه الأماكن.
وأوضح المركز أن مما لا شك فيه أن الإعلاميين كانوا من أبرز من تعرض للانتهاكات في سوريا وإذا كانت مختلف الأطراف قد استهدفتهم إلا أن النظام بقي منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة وحتى الآن الطرف الأكثر ارتكاباً للانتهاكات بحقهم.
وقالت الصحفية “هنادي الخطيب” عضوة رابطة الصحفيين السوريين في تصريح للمركز حول ذلك، إن “الإعلاميين السوريين شكلوا همزة الوصل بين ما يجري بسوريا والعالم الخارجي، وفي ظل منع النظام تواجد مراسلين صحفيين أجانب في سوريا، كان لا بد من نشاط إعلامي سوري محلي ليقوم بنقل صورة ما يجري”
وأضافت “الخطيب” أن “لما كان النظام وداعموه يستثمرون الكثير في محاولة ترويج صورة زاهية ومقبولة عالمياً للنظام، فقد آلمه الدور البارز الذي لعبه الإعلاميون والصحفيون السوريون في بداية الثورة، من فضح ممارساته، وإيصال جزء مما يجري في البلاد إلى العالم، لذلك توجه النظام وداعموه ولا سيما روسيا لملاحقة الصحفيين والإعلاميين حيث وظفت روسيا معارفها والتقنيات التي تمتلكها في مراقبة الانترنت وأرقام الهواتف للوصول إلى الأشخاص المطلوبين، والذين يتواصلون مع الخارج فيما نوع النظام طرق استهداف الإعلاميين ومارس بحق من وقع بين يديه منهم مختلف أنواع التعذيب وللأسف فهذه “المعركة” لم تهدأ حتى الآن”.
واستعرض تقرير المركز شهادة عضو رابطة الصحفيين السوريين الإعلامي “طارق ليلى” حول اعتقاله لأكثر من مرة من قبل نظام الأسد والتعذيب الذي مورس بحقه كمثال حي يعبر عما يجري في الواقع بحق معظم المعتقلين في سجون النظام والميليشيات التي تدعمه.