هدوء وحظر تجول في جرابلس بعد اشتباكات إثر خلاف عشائريالنظام السوري يتجاهل وفاة محمد فارس.. تعازٍ أمريكية- ألمانيةسوريون يشيّعون محمد فارس إلى مثواه الأخير بريف حلبتنظيم “الدولة” يتبنى استهداف عناصر “لواء القدس” في حمصجعجع: 40% من السوريين في لبنان “لاجئون غير شرعيين”فجر الجمعة… قصف إسرائيلي يطال مواقع النظامإسرائيل أجّلت استهداف إيران.. طهران استعدت في سوريامأساة في دمشق: وفاة 4 أشخاص من أبناء الحسكة في جريمة قتل مروعةبرشلونة يواجه مشكلات عقب الخروج من دوري الأبطالالعفو الدولية” توثق انتهاكات بحق محتجزين شمال شرق سورياأمريكا وأوروبا تدرسان فرض المزيد من العقوبات ضد إيرانبغالبية ساحقة.. النواب الأمريكي يقرّ مشروع قانون “الكبتاجون 2”“الإدارة الذاتية” تستقبل أول دفعة لاجئين سوريين مرحلين من العراق40 عامًا مضيفًا للحجاج.. وفاة السوري إسماعيل الزعيمالأوقاف السورية تنهي إجراءات تسجيل الحجاج لموسم 2024

3 مناهج تعليم في سوريا تخوض حروباً عن 3 جيوش!

حرب أخرى في سوريا، إنما على المناهج  الدراسية التي تسعى للفوز بعقول التلاميذ والسيطرة عليها، تبعاً لكل جهة يمثلها هذا المنهاج الدراسي أو ذاك، وتجري بالوكالة عن أصحابها الأصليين، سواء في المناطق التي سيطر عليها “داعش”، أو “الإدارة الذاتية” الكردية، أو التي هي ضمن سيطرة النظام.

وتتحدد ملامحها في شكل أساسي، بثلاثة مناهج تتصارع، تخفي خلفها حروب ثلاثة جيوش. خصوصاً بعدما قال وزير التربية في حكومة النظام السوري، السبت، إن هنالك 50 كتاباً مدرسياً، حسب المنهاج الجديد والمعدّل للعام الدراسي 2017-2018، تم إنجازها وطباعتها، دفعة واحدة!.

ويشار إلى أن قيام نظام بشار الأسد بتعديل وتغيير وطباعة خمسين كتاباً في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، تعتبر أكبر عملية تغيير مناهج شهدتها البلاد منذ تأسيسها، وقد تكون الأكبر على مستوى العالم العربي الذي لم يسبق له أن شهد تغيير جميع المناهج التعليمية، دفعة واحدة، وفي عام دراسي واحد.

فما الذي يجري تحت ظلال آلة الحرب السورية، التي تخفي حرباً أخرى، في الكتب وأغلفتها ومناهجها؟

مناهج لـ”داعش” وأخرى لـ”الإدارة الذاتية”!

فقد حاول تنظيم “داعش” أن يفرض منهاجه التعليمي، في مسعى منه لفرض نظامه، في المناطق التي خضعت لسيطرته، في محافظة #الرقة، وغيرها، عبر إصدار كتب معينة وبمنهاج محدد، حذف فيه موضوعات كثيرة ومتنوعة، وفرض فيه بالمقابل موضوعات أخرى، لم يعتد عليها التلميذ السوري. حيث قام “داعش” بوضع كتاب “السياسة الشرعية” كبديل لكتاب النظام السوري “التربية القومية”. حسب ما جاء في تقرير لـ”الرقة تذبح بصمت”. فضلا عن قيامه بإلغاء مواد مختلفة والتركيز على أخرى، في مسعى منه لفرض نموذجه.

وكذلك سعت “الإدارة الذاتية” الكردية في الشمال السوري إلى فرض منهاجها على التلاميذ في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وباللغة الكردية، الأمر الذي دفع السوريين إلى التظاهر والتعبير العلني عن رفضهم التعلّم إلا عبر لغتهم الأم، العربية، خاصة بعد قيام “الإدارة الذاتية” في #محافظة_الحسكة بإغلاق عدد كبير من المدارس.

منهاج النظام السوري.. اللغة العربية في الحضيض!

أما الجهة الأساسية في حرب المناهج، فهي تلك التي يخوضها نظام الأسد، بتركيز إعلامي، حاول من خلاله، فرض نظام تعليمي، مختلف كثيراً عن المنهاج السابق الذي تعود عليه السوريون، خصوصاً لجهة “قدسية” اللغة العربية.

فقد ظهر في الكتب المعدّلة وفق المنهاج الجديد، بأن الأغنية الشعبية، وبمفرداتها الدارجة، قدِّمت دروساً للطلاب، بتجاوز ما كان يُتعامَل به في سوريا، من “قدسية” للغة العربية، كانت تجعل حتى رئيس الدولة يشعر بالخجل والحرج إذا ما أخطأ في قراءة كلمة بوجه صحيح.

وكان المقرر التعليمي، في المرحلتين الأساسيتين، الإعدادية والثانوية، في سوريا سابقا، يعتبر الطالب راسباً إذا ما فشل بنيل الدرجة المطلوبة باللغة العربية. وحتى لو نال الطالب الدرجات الكاملة، في جميع المواد، ولم يحصّل الدرجة المطلوبة باللغة العربية، فيعتبر راسباً، في شكل نهائي.

ولذلك كان من أكبر ملامح المنهج الجديد الذي اعتمده نظام الأسد، يظهر أولا في خفض أهمية اللغة العربية، وإدخال كلمات أغاني مطربين باللهجة المحلّية، في منهاج الدراسة.

وثانياً، العودة بالتلاميذ إلى التاريخ القديم الذي سبق الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، وتحديداً العودة إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، الأمر الذي أثار رعب تلاميذ سوريا عندما أدّت تلك العودة، إلى وضع صورة كاهن وثني وزعيم محلّي يسمّى مجازاً “ملك مملكة ماري”، على غلاف كتاب التاريخ.

بالإضافة إلى أن وزير التربية في حكومة الأسد، وفي إطار دفاعه عن التغييرات التي أصابت مناهج التعليم في البلاد، أكّد وجود مطالبات كثيرة، أيضاً، بإلغاء مادة التربية الدينية من المنهاج الدراسي.

مصير أجيال سوريا في صراع المناهج

وللدلالة على المحتوى الذي يسعى النظام من خلاله، للتعامل مع المنهاج الدراسي، كجزء من خطة لتثبيت صورته أو لترويج وجهة نظره، دون غيره، خصوصاً في الأزمة السورية، فقد قامت وزارة تربيته بحذف قصيدة خاصة بالطفولة فقط، وغير معنية بالشأن السياسي، لكن تم حذفها، بقرار رسمي، بعدما تبيّن أن مؤلفها هو شاعر معارض لنظامه ويطالب بإسقاطه، هو ياسر الأطرش.

وكذلك ركّزت المناهج الجديدة التي عدّلها النظام السوري، على استخدام فكرة الخوف من الألغام المزروعة في مناطق الصراع العسكري، والتأثير غير المباشر على التلاميذ باتجاه فهم الألغام على أنها من مخلّفات خصوم النظام، فقط. لصناعة صورة سلبية عن المعارضة السورية. بحيث تصبح المناهج جزءا من دعاية النظام ضد معارضيه يستخدمها في حربه المتواصلة عليهم منذ عام 2011.

بين #مناهج ” #داعش” ومناهج #نظام_الأسد ومناهج “الإدارة الذاتية” توضع أجيال سوريا في أعلى درجة تهديد، خصوصاً أن التغيير الذي ساهمت هذه المناهج في صناعته، طال الثقافة العربية والوطنية، بمحتواها اللغوي والتاريخي والاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى