بدون محاسبة.. هل يمكن للحكومة السورية الجديدة أن تحقق السلام والتعايش المشترك؟ما تفاصيل الانسحاب الروسي من سوريا؟أحمد الشرع: خططنا واضحة لإعادة بناء سوريا وتحقيق تطور شاملالشرع يستقبل القائد العسكري أحمد رزق في دمشق.. ما تفاصيل اللقاء؟وزارة الإعلام تعلن عزمها محاكمة إعلاميي النظام المخلوعمناشدات لإنهاء خطر قناصي الليرمون9 دول تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع سورياروسيا تستعد لسحب عتادها العسكري من سورياهروب الأسد من سوريا.. تفاصيل مثيرة عن الساعات الأخيرةشادي حلوة ورفاقه.. تملق مستمر أم تكيف مع الواقع الجديد؟إسرائيل تكشف تفاصيل انتشار قواتها في جنوب سورياإليكم موعد عودة التعليم في المدارس والجامعاتتركيا تعيد تمثيلها الدبلوماسي في دمشققرارات جديدة من وزير الاتصالاتبيان سعودي بريطاني مشترك حول سوريا.. ماذا جاء فيه؟

ماهي أسباب استماتة روسيا على فتح المعابر مع الشمال السوري؟

كثّف الروس مؤخرا من محاولاتهم فتح المعابر الاقتصادية مع كل من حلب وإدلب ومناطق شرق الفرات في محاولة لإنعاش اقتصاد نظام الأسد وبدا واضحا الإصرار الروسي على ذلك رغم فشل كافة المساعي الأمر الذي يطرح سؤالا حول أهمية التوقيت وعلاقته بالتغيرات الحالية.
وفي إفادته لوكالة “ثقة” رآى عبد الحكيم المصري وزير المالية والاقتصاد بالحكومة السورية المؤقتة أن روسيا تتحرك بشكل كبير خلال الفترة الحالية بسبب عدة أمور أولها أنها تريد تحسين وضع النظام قبيل الانتخابات الرئاسية اللاشرعية وثانيها توقف المعابر مع لبنان والأردن مع منع الأخيرة لتجارة الحشيش والمخدرات التي يحاول حزب الله تنشيطها عبر حدودها وهو ما جعل السبيل الوحيدة أمامهم هي التوجه نحو الشمال.
من جهته اعتبر الباحث الاقتصادي السوري خالد تركاوي أنه لاجديد في سياسة روسيا فهي تريد دائماً أن يكون الوضع في الشمال السوري متماهيا مع مناطق النظام، و هي تريد بذلك أن تقول (ولو إعلامياً) أن النازحين عادوا لمناطق النظام هرباً من “المسلحين” وهي الحامي لهم، يكفيها أسرة واحدة لتقول ذلك كما تريد أن تستفيد من الانتعاش النسبي المحتمل في مناطق المعارضة لتقليل الخناق حول الأسد وستستمر المحاولات لفتح المعابر فهي غير مرتبطة بتوقيت الانتخابات فقط، ولكنه قد يكون احتمالا واردا لطلبها فتح المعابر الآن.

أما المصري فقد ربط بين قضية المعابر وقرب موعد الانتخابات المزعومة مشيرا إلى أن روسيا بوصفها محتلة لسوريا تحاول حل المشاكل الاقتصادية لنظام الأسد بدون تعريض نفسها لعقوبات قانون قيصر الأمريكي من خلال تجنب التعامل معه بشكل مباشر وتركز على القطاعات الأساسية كالطاقة والنقل والتمويل وتحاول كسب ثقة الحاضنة الشعبية في مناطق سيطرة النظام السوري للإيحاء بأن الأوضاع العامة جيدة ومقبولة.
وأشار الوزير إلى تدهور الوضع المالي في تلك المناطق حيث أصبح راتب الموظف يعادل 15 دولارا أمريكيا وفقدت مواد أساسية كالمحروقات وحليب الأطفال.
وحول أسباب البحث الروسي المستمر عن معابر جديدة أكد المصري أن موسكو لاتريد ترك أي طريق أو منفذ يمكن أن يحسن الوضع الاقتصادي للنظام خصوصا مع تدهور الوضع في لبنان والذي انعكس سلبا عليه حيث يوجد 130 معبرا غير نظامي مع لبنان كان التجار يتبادلون المواد عبرها ويتم من خلالها الالتفاف على العقوبات واستيراد مواد على أساس أنها مخصصة للبنان ليتم إدخالها فيما بعد لسوريا ولكن الأزمة المالية التي تعاني منها لبنان اضطرت نظام الأسد للبحث عن بدائل وهي المعابر مع إدلب وشرق الفرات.
وفي إجابته على سؤال حول سبب عدم تدخل روسيا بشكل مباشر في دعم الأسد بالمال ولجوءها إلى وسائل فرعية أخرى قال تركاوي إن روسيا لديها مشاكل اقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى تخشى من العقوبات الأمريكية في حال أمدت الأسد بالمال و النقود وكذلك هي تعلم أن الفساد الموجود عند النظام سيقلل من اهمية المساعدة.
وأضاف بالقول: لا شك أن الروس لديهم رؤية عامة ولكنهم فاشلون بالتنفيذ ويتعثرون دائماً لأنهم بعيدون عن التفاصيل و غير مقبولين بين الناس كما أن لديهم ضعفا بالتعامل مع المدنيين فالمسؤولون الموجودون في سوريا كلهم عسكريون، و قد تورطوا بجرائم قتل بحق أبناء سوريا لذا فإن ثقتهم بين الناس ضعفت ولو فعلوا ذلك في 2015 بدلاً من القصف ربما كان الناس تفاعلوا معهم.
أما عبد الحكيم المصري فقد رآى أن مايمنع روسيا من دعم النظام السوري ماليا بشكل مباشر هو مواجهتها الأكيدة للعقوبات الغربية والأمريكية فهي تعلم أن واشنطن ستتحرك لمنعها لذا يرغب الروس بتجنب المواجهة مع الأمريكيين كما أن الروس غير مستعدين لدفع الأموال لصالح نظام الأسد وذكر على سبيل المثال محاولة سابقة لتوريد 200 ألف طن من القمح تم توقيفها بسبب عجز النظام السوري عن دفع ثمنها.
وكانت روسيا قد أعلنت الأسبوع الماضي عن اتفاقها مع تركيا على افتتاح ثلاثة معابر في كل من إدلب وحلب وهو ما أثار غضب الشارع السوري فيما نفاه مصدر أمني تركي ليتبين فيما بعد أنها مجرد محاولة روسية كما تجري موسكو حاليا مفاوضات مع قسد لافتتاح معابر يبدو أنها لم تنجح حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى