موسكو وواشنطن: نتفهم هواجس أنقرة الأمنية ولها الحق في الدفاع عن نفسها
وكالة ثقة
عبرت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية عن موقفيهما من العمليات التي ينفذها الجيش التركي ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال سوريا، حيث أعلنت موسكو أنها تتفهم وتحترم هواجس تركيا الأمنية، في حين اعتبرت واشنطن أن لأنقرة الحق في الدفاع عن نفسها من التهديدات الإرهابية.
وقال الكرملين الروسي، الثلاثاء 22 تشرين الثاني، إن موسكو تتفهم وتحترم هواجس تركيا بشأن ضمان أمنها، لافتاً إلى أن هذا حق قانوني، ودعا كافة الأطراف للابتعاد عما وصفها بالخطوات المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء سوريا وضبط النفس.
وأقر الكرملين بوجود اختلافات دائماً في نهجي روسيا وتركيا بشأن الوفاء بالتزامات اتفاق سوتشي بشأن خفض التصعيد بسوريا، قائلاً إن هذا ما يناقشه زعيما البلدين.
كما دعا المبعوث الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” الحكومة التركية إلى عدم استخدام القوة المفرطة في سوريا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن “لافرنتييف” أن من الضروري البحث عن حل سلمي “للقضية الكردية”، مضيفاً أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا سيساعد على استقرار الأوضاع في هذا البلد.
من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن تركيا تعاني من تهديد إرهابي لا سيما على حدودها الجنوبية، وإن لديها الحق في الدفاع عن نفسها، وفقاً لمنسق الشؤون الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي “جون كيربي”.
لكن “كيربي” شدد في إحاطة صوتية على أن موقف واشنطن ثابت بشأن العمليات العسكرية التركية العابرة للحدود، وحذر من أن تؤدي إلى تقويض قدرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على قتال تنظيم داعش.
بدورها، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” سابرينا سينغ، إن الأعمال العسكرية من قبل جميع الأطراف في شمال سوريا تهدد مهمة إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش”، مضيفة أن واشنطن تواصل دعوة جميع الأطراف لوقف التصعيد.
أما في نيويورك، فقد دعا “فرحان حق” نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى تلافي أي شكل من أشكال التصعيد على الحدود التركية السورية.
ورداً على سؤال عن تلميح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إلى احتمال إطلاق عملية عسكرية برية في سوريا، قال “حق” إن المنظمة الدولية تجدد دعوتها إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس.
وكان الرئيس التركي لوح أمس الثلاثاء، بعملية برية وشيكة في شمال سوريا ضد “قسد”، قائلاً، “كنا نهاجم الإرهابيين على مدار أيام قليلة بطائراتنا ومدافعنا وبنادقنا. إن شاء الله، سنقتلعهم جميعا في أسرع وقت ممكن باستخدام دباباتنا وجنودنا”.
ودافع “أردوغان” عن حق بلاده المشروع في الدفاع عن أمنها، وقال إنه من الآن فصاعداً المقياس الوحيد لتركيا هو أمنها وسلامة مواطنيها، مضيفاً أن أنقرة تدرك من هي الدول التي تقف خلف “المنظمة الإرهابية” وتدعمها.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” إن العملية الجوية العسكرية التي تنفذها بلاده في شمال سوريا والعراق هي أكبر وأشمل من العمليات التي نفذتها في الفترة الأخيرة، ودعا الولايات المتحدة إلى التوقف عن الدعم الذي تقدمه للمسلحين الأكراد.